الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

حكاية الصيام في الاسلام

 باب فضل شهر رمضان


[1079] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين


[1079] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين


[1079] وحدثني محمد بن حاتم والحلواني قالا: حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني نافع بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: إذا دخل رمضان بمثله


باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما


[1080] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه ذكر رمضان، فقال لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له


[1080] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فضرب بيديه، فقال الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين


[1080] وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله بهذا الإسناد، وقال: فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين نحو حديث أبي أسامة


[1080] وحدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بهذا الإسناد، وقال: ذكر رسول الله ﷺ رمضان، فقال الشهر تسع وعشرون الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وقال: فاقدروا له ولم يقل ثلاثين


[1080] وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له


[1080] وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سلمة وهو ابن علقمة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: الشهر تسع وعشرون فإذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له


[1080] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له


[1080] وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا، وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: الشهر تسع وعشرون ليلة لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غم عليكم فاقدروا له


[1080] حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: الشهر هكذا وهكذا وهكذا وقبض إبهامه في الثالثة


[1080] وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا حسن الأشيب حدثنا شيبان عن يحيى قال وأخبرني أبو سلمة أنه سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: الشهر تسع وعشرون


[1080] وحدثنا سهل بن عثمان حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا عشرا وعشرا وتسعا


[1080] وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن جبلة قال: سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ: الشهر كذا وكذا وكذا وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى


[1080] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة وهو ابن حريث قال: سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ: الشهر تسع وعشرون وطبق شعبة يديه ثلاث مرار وكسر الإبهام في الثالثة قال عقبة وأحسبه قال الشهر ثلاثون وطبق كفيه ثلاث مرار


[1080] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يحدث عن النبي ﷺ قال: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين


[1080] وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد ولم يذكر للشهر الثاني ثلاثين


[1080] حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما رجلا يقول الليلة ليلة النصف، فقال له ما يدريك أن الليلة النصف سمعت رسول الله ﷺ يقول: الشهر هكذا وهكذا وأشار بأصابعه العشر مرتين وهكذا في الثالثة وأشار بأصابعه كلها وحبس أو خنس إبهامه


[1081] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما


[1081] حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع يعني ابن مسلم عن محمد وهو ابن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم فأكملوا العدد


[1081] وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين


[1081] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: ذكر رسول الله ﷺ الهلال، فقال إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين


باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين


[1082] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قال أبو بكر حدثنا وكيع عن علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه


[1082] وحدثناه يحيى بن بشر الحريري حدثنا معاوية يعني ابن سلام ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام ح وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا أيوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان كلهم عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد نحوه


باب الشهر يكون تسعا وعشرين


[1083] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أن النبي ﷺ أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرا قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما مضت تسع وعشرون ليلة أعدهن دخل علي رسول الله ﷺ قالت بدأ بي فقلت: يا رسول الله إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن، فقال إن الشهر تسع وعشرون


[1084] حدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد واللفظ له حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه أنه قال: كان رسول الله ﷺ اعتزل نساءه شهرا فخرج إلينا في تسع وعشرين فقلنا إنما اليوم تسع وعشرون، فقال إنما الشهر وصفق بيديه ثلاث مرات وحبس إصبعا واحدة في الآخرة


[1084] حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول اعتزل النبي ﷺ نساءه شهرا فخرج إلينا صباح تسع وعشرين، فقال بعض القوم يا رسول الله إنما أصبحنا لتسع وعشرين، فقال النبي ﷺ إن الشهر يكون تسعا وعشرين ثم طبق النبي ﷺ بيديه ثلاثا مرتين بأصابع يديه كلها والثالثة بتسع منها


[1085] حدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أخبرني يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي أن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث أخبره أن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن النبي ﷺ حلف أن لا يدخل على بعض أهله شهرا فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا عليهم أو راح فقيل له حلفت يا نبي الله أن لا تدخل علينا شهرا قال إن الشهر يكون تسع وعشرين يوما


[1085] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الإسناد مثله


[1086] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثني محمد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه قال ضرب رسول الله ﷺ بيده على الأخرى، فقال الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعا


[1086] وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا عشرا وعشرا وتسعا مرة


[1086] وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاد حدثنا علي بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان قالا: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد في هذا الإسناد بمعنى حديثهما


باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم


[1087] حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا، وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن محمد وهو ابن أبي حرملة عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما، ثم ذكر الهلال، فقال متى رأيتم الهلال فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال أنت رأيته فقلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه، فقال لا هكذا أمرنا رسول الله ﷺ وشك يحيى بن يحيى في نكتفي أو تكتفي


باب بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره وأن الله تعالى أمده للرؤية فإن غم فليكمل ثلاثون


[1088] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة قال تراءينا الهلال، فقال بعض القوم هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم هو ابن ليلتين قال: فلقينا بن عباس فقلنا إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم هو ابن ليلتين، فقال أي ليلة رأيتموه قال: فقلنا ليلة كذا وكذا، فقال أن رسول الله ﷺ قال: إن الله مده للرؤية فهو لليلة رأيتموه


[1088] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري قال أهللنا رمضان ونحن بذات عرق فأرسلنا رجلا إلى بن عباس رضى الله تعالى عنهما يسأله، فقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله ﷺ: إن الله قد أمده لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة


باب بيان معنى قوله ﷺ شهرا عيد لا ينقصان


[1089] حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة


[1089] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد وخالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن نبي الله ﷺ قال شهرا عيد لا ينقصان في حديث خالد شهرا عيد رمضان وذو الحجة


باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر وبيان صفة الفجر الذي تتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم ودخول وقت صلاة الصبح وغير ذلك


[1090] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } قال له عدي بن حاتم يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالا أبيض وعقالا أسود أعرف الليل من النهار، فقال رسول الله ﷺ: إن وسادتك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار


[1091] حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد قال لما نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال: كان الرجل يأخذ خيطا أبيض وخيطا أسود فيأكل حتى يستبينهما حتى أنزل الله عز وجل { من الفجر } فبين ذلك


[1091] حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر ابن إسحاق قالا: حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال: فكان الرجل إذا أراد الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رأيهما فأنزل الله بعد ذلك { من الفجر } فعلموا إنما يعني بذلك الليل والنهار


[1092] حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا: أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين بن أم مكتوم


[1092] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم


[1092] حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: كان لرسول الله ﷺ مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله ﷺ: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا


[1092] وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله حدثنا القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ بمثله


[1092] وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا إسحاق أخبرنا عبدة ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا حماد بن مسعدة كلهم عن عبيد الله بالإسنادين كليهما نحو حديث ابن نمير


[1093] حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو قال نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم، وقال ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها حتى يقول هكذا وفرج بين إصبعيه


[1093] وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو خالد يعني الأحمر عن سليمان التيمي بهذا الإسناد غير أنه قال إن الفجر ليس الذي يقول هكذا وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه


[1093] وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا معتمر بن سليمان ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير والمعتمر بن سليمان كلاهما عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وانتهى حديث المعتمر عند قوله ينبه نائمكم ويرجع قائمكم، وقال إسحاق قال جرير في حديثه وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا يعني الفجر هو المعترض وليس بالمستطيل


[1094] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث عن عبد الله بن سوادة القشيري حدثني والدي أنه سمع سمرة بن جندب يقول: سمعت محمدا ﷺ يقول لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور ولا هذا البياض حتى يستطير


[1094] وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية حدثني عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير هكذا


[1094] وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا وحكاه حماد بيديه قال يعني معترضا


[1094] حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سوادة قال: سمعت سمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه وهو يخطب يحدث عن النبي ﷺ أنه قال لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر أو قال حتى ينفجر الفجر


[1094] وحدثناه بن المثنى حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة أخبرني سوادة بن حنظلة القشيري قال: سمعت سمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: فذكر هذا


باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر


[1095] حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب عن ابن علية عن عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة


[1096] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر


[1096] وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة جميعا عن وكيع ح وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب كلاهما عن موسى بن علي بهذا الإسناد


[1097] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه قال تسحرنا مع رسول الله ﷺ ثم قمنا إلى الصلاة قلت: كم كان قدر ما بينهما قال خمسين آية


[1097] وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا سالم بن نوح حدثنا عمر بن عامر كلاهما عن قتادة بهذا الإسناد


[1098] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر


[1098] وحدثناه قتيبة حدثنا يعقوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان كلاهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ بمثله


[1099] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء قالا: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد ﷺ أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة قال قلنا عبد الله يعني ابن مسعود قالت كذلك كان يصنع رسول الله ﷺ زاد أبو كريب والآخر أبو موسى


[1099] وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة رضى الله تعالى عنها، فقال لها مسروق رجلان من أصحاب محمد ﷺ كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت من يعجل المغرب والإفطار قال عبد الله فقالت هكذا كان رسول الله ﷺ يصنع


باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار


[1100] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير واتفقوا في اللفظ قال يحيى أخبرنا أبو معاوية، وقال ابن نمير حدثنا أبي، وقال أبو كريب حدثنا أبو أسامة جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم لم يذكر ابن نمير فقد


[1101] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله ﷺ في سفر في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال: يا فلان انزل فاجدح لنا قال: يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا قال: فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي ﷺ، ثم قال بيده إذا غابت الشمس من هاهنا وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم


[1101] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل انزل فاجدح لنا، فقال: يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن علينا نهارا فنزل فجدح له فشرب، ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق فقد أفطر الصائم


[1101] وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه يقول سرنا مع رسول الله ﷺ وهو صائم فلما غربت الشمس قال: يا فلان انزل فاجدح لنا مثل حديث ابن مسهر وعباد بن العوام


[1101] وحدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان ح وحدثنا إسحاق أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفى ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد وليس في حديث أحد منهم في شهر رمضان ولا قوله وجاء الليل من هاهنا إلا في رواية هشيم وحده


باب النهي عن الوصال في الصوم


[1102] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى


[1102] وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثناه بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم قيل له أنت تواصل قال إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى


[1102] وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ بمثله ولم يقل في رمضان


[1103] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله ﷺ عن الوصال، فقال رجل من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله ﷺ: وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال، فقال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا


[1103] وحدثني زهير بن حرب وإسحاق قال زهير حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون


[1103] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ بمثله غير أنه قال: فاكلفوا ما لكم به طاقة


[1103] وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه نهى عن الوصال بمثل حديث عمارة عن أبي زرعة


[1104] حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: كان رسول الله ﷺ يصلى في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر فقام أيضا حتى كنا رهطا فلما حس النبي ﷺ أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال قلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة قال، فقال: نعم ذاك الذي حملني على الذي صنعت قال: فأخذ يواصل رسول الله ﷺ وذاك في آخر الشهر فأخذ رجال من أصحابه يواصلون، فقال النبي ﷺ ما بال رجال يواصلون إنكم لستم مثلي أما والله لو تماد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم


[1104] حدثنا عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد يعني ابن الحارث حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال واصل رسول الله ﷺ في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك، فقال لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم مثلي أو قال إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني


[1105] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة جميعا عن عبدة قال إسحاق أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت نهاهم النبي ﷺ عن الوصال رحمة لهم فقالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني


باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته


[1106] حدثني علي بن حجر حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك


[1106] حدثني علي بن حجر السعدي وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان قال: قلت لعبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ كان يقبلها وهو صائم فسكت ساعة، ثم قال: نعم


[1106] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبلني وهو صائم وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله ﷺ يملك إربه


[1106] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى أخبرنا، وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها ح وحدثنا شجاع بن مخلد حدثنا يحيى بن أبي زائدة حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه أملككم لإربه


[1106] حدثني علي بن حجر وزهير بن حرب قالا: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه


[1106] وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ كان يباشر وهو صائم


[1106] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو عاصم قال: سمعت ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة رضى الله تعالى عنها فقلنا لها أكان رسول الله ﷺ يباشر وهو صائم قالت نعم ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه شك أبو عاصم


[1106] وحدثنيه يعقوب الدورقي حدثنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود ومسروق أنهما دخلا على أم المؤمنين ليسألانها فذكر نحوه


[1106] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله ﷺ كان يقبلها وهو صائم


[1106] وحدثنا يحيى بن بشر الحريري حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد مثله


[1106] حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر ابن أبي شيبة قال يحيى أخبرنا، وقال الآخران حدثنا أبو الأحوص عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل في شهر الصوم


[1106] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز بن أسد حدثنا أبو بكر النهشلي حدثنا زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل في رمضان وهو صائم


[1106] وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن علي بن الحسين عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ كان يقبل وهو صائم


[1107] وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى أخبرنا، وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل وهو صائم


[1107] وحدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن جرير كلاهما عن منصور عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ بمثله


[1108] حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو وهو ابن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله ﷺ أيقبل الصائم، فقال له رسول الله ﷺ سل هذه لأم سلمة فأخبرته أن رسول الله ﷺ يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله ﷺ أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له


باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب


[1109] حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج ح وحدثني محمد بن رافع واللفظ له حدثنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن أبي بكر قال: سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقص يقول: في قصصه من أدركه الفجر جنبا فلا يصم فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه فأنكر ذلك فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضى الله تعالى عنهما فسألهما عبد الرحمن عن ذلك قال: فكلتاهما قالت كان النبي ﷺ يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر ذلك له عبد الرحمن، فقال مروان عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول: قال: فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال: فذكر له عبد الرحمن، فقال أبو هريرة أهما قالتاه لك قال: نعم قال هما أعلم ثم رد أبو هريرة ما كان يقول: في ذلك إلى الفضل بن العباس، فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل ولم أسمعه من النبي ﷺ قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول: في ذلك قلت لعبد الملك أقالتا في رمضان قال كذلك كان يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم


[1109] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وأبي بكر ابن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت قد كان رسول الله ﷺ يدركه الفجر في رمضان وهو جنب من غير حلم فيغتسل ويصوم


[1109] حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو وهو ابن الحارث عن عبد ربه عن عبد الله بن كعب الحميري أن أبا بكر حدثه أن مروان أرسله إلى أم سلمة رضى الله تعالى عنها يسأل عن الرجل يصبح جنبا أيصوم فقالت كان رسول الله ﷺ يصبح جنبا من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي


[1109] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد ربه بن سعيد عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة زوجي النبي ﷺ أنهما قالتا إن كان رسول الله ﷺ ليصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم


[1110] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن وهو ابن معمر بن حزم الأنصارى أبو طوالة أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب، فقال: يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم، فقال رسول الله ﷺ: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي


[1109] حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار أنه سأل أم سلمة رضى الله تعالى عنها عن الرجل يصبح جنبا أيصوم قالت كان رسول الله ﷺ يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم


باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم ووجوب الكفارة الكبرى فيه وبيانها وأنها تجب على الموسر والمعسر وتثبت في ذمة المعسر حتى يستطيع


[1111] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير كلهم عن ابن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال هلكت يا رسول الله قال وما أهلكك قال وقعت على امرأتي في رمضان قال هل تجد ما تعتق رقبة قال لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا قال لا قال ثم جلس فأتي النبي ﷺ بعرق فيه تمر، فقال تصدق بهذا قال أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال اذهب فأطعمه أهلك


[1111] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن محمد بن مسلم الزهري بهذا الإسناد مثل رواية ابن عيينة، وقال بعرق فيه تمر وهو الزنبيل ولم يذكر فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه


[1111] حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا: أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتى رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال هل تجد رقبة قال لا قال وهل تستطيع صيام شهرين قال لا قال: فأطعم ستين مسكينا


[1111] وحدثنا محمد بن رافع حدثنا إسحاق بن عيسى أخبرنا مالك عن الزهري بهذا الإسناد أن رجلا أفطر في رمضان فأمره رسول الله ﷺ أن يكفر بعتق رقبة، ثم ذكر بمثل حديث ابن عيينة


[1111] حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه أن النبي ﷺ أمر رجلا أفطر في رمضان أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكينا


[1111] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحو حديث ابن عيينة


[1112] حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت جاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال احترقت قال رسول الله ﷺ: لم قال وطئت امرأتي في رمضان نهارا قال تصدق تصدق قال: ما عندي شيء فأمره أن يجلس فجاءه عرقان فيهما طعام فأمره رسول الله ﷺ أن يتصدق به


حكاية تحريم الخمر في الإسلام


 

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: 

 فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللهُ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة،ٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ

قال تعالى  (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) سورة الحشر 7

وقال تعالى  (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89))

                                                              سورة النحل

 

 

 

 

لذا أخواتى وبناتى الأعزاءأُوصِيكُمْ  وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَتِلْكَ وَصِيَّةُ اللَّهِ لَنَا وَلِمَنْ كَانُوا قَبْلَنَا، فَوَاللَّهِ لَنِعْمَ الْمُوصِي، وَلَنِعْمَتِ الْوَصِيَّةُ ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النِّسَاء: 131].

 

أخواتى  وبناتى الأعزاء: شَرِيعَةُ اللَّهِ تَعَالَى بَيَّنَتِ الْحَلَالَ، وَبَيَّنَتِ الْحَرَامَ، وَالْمُشْتَبَهُ بَيْنَهُمَا أُمِرَ الْعَبْدُ بِاجْتِنَابِهِ؛ اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ.

 

كتاب صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ، والذي يلي صحيحَ البخاري في الصحة ، وقد اعتنى مسلمٌ - رحمه الله - بترتيبه ، فقام بجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد فأثبتها في موضع واحد.

ولَم يُكرِّر شيئاً منها في مواضع أخرى ، إلاَّ في أحاديث قليلة بالنسبة لحجم الكتاب

ولَم يضع لكتابه أبواباً ، وهو في حكم المُبوَّب ؛ لجمعه الأحاديث في الموضوع الواحد في موضع واحد .

 

ومن حقق نظره في صحيح مسلم - رحمه الله - واطلع على ما أودعه في أسانيده وترتيبه وحسن سياقه ، وبديع طريقته من نفائس التحقيق ، وجواهر التدقيق ، وأنواع الورع والاحتياط ، والتحري في الرواية وتلخيص الطرق  ، واختصارها ، وضبط متفرقها وانتشارها وكثرة إطلاعه واتساع روايته ، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات

واللطائف الظاهرات والخفيَّات ، علم أنَّه إمام لا يلحقه من بَعُد عصره وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره

 -1 باب: تحريم الخمر

 1267. عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن النَّبِيِّ قَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ.

لَمَّا كانت المُسْكراتُ تُذهِبُ العقلَ الَّذي هو مناطُ تكليفِ بني آدَمَ، كانت حُرمةُ المُسْكراتِ مِن أشدِّ الحرماتِ الَّتي حذَّر منها الإسلامُ.

1268. عن عَلِيّ قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنْ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنْ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ يَرْتَحِلُ مَعِيَ فَنَأْتِي بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنْ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنْ الْأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَجَمَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ فَإِذَا شَارِفَايَ قَدْ اجْتُبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا قُلْتُ مَنْ فَعَلَ هَذَا قَالُوا فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنْ الْأَنْصَارِ غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابَهُ فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَقَامَ حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا فَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَقَالَ عَلِيٌّ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ قَالَ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَجْهِيَ الَّذِي لَقِيتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا لَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَابَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنُوا لَهُ فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ فَإِذَا حَمْزَةُ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ فَقَالَ حَمْزَةُ وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى وَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.

2-باب: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

1269. عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ وَجَيْشَانُ مِنْ الْيَمَنِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ فَقَالَ النَّبِيُّ أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ.

3-باب: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ

1270 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ الْبِتْعِ فَقَالَ كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ.

 4-باب: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ

1271. عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ [مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ.]

شرح الباب الرابع 

"كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ، ومَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنْيا فَماتَ وهو يُدْمِنُها لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْها في الآخِرَةِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
ولَمَّا كانت المُسْكراتُ تُذهِبُ العقلَ الَّذي هو مناطُ تكليفِ بني آدَمَ، كانت حُرمةُ المُسْكراتِ مِن أشدِّ الحرماتِ الَّتي حذَّر منها الإسلامُ.
وفي هذا الحديث يُحذِّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن تناوُلِ المُسكراتِ تحذيرًا شديدًا؛ ويُخبِرُ أنَّ كلَّ ما يُسكِرُ ويُذهِبُ العقلَ فهو خمرٌ، وأنَّ كلَّ ما يُسكِرُ ويُذهِبُ العقلَ فهو حرامٌ، وأنَّ كلَّ مَن شَرِب أيَّ نوعٍ مِن أنواع تلك المُسْكراتِ الَّتي تُذهِبُ العقلَ، وواظَب على شُربها، وحرَص عليها حتَّى أدمَنها ولم يتُبْ منها - فسوف يُعاقِبُه اللهُ بحرمانِه مِن شُربها في الجنَّة؛ حيثُ في شُربها في الجنَّةِ كمالُ اللَّذَّةِ وتمامُ النَّعيم؛ فالجزاءُ مِن جنسِ العملِ، فمَن لم يُمسِكْ نفسَه عمَّا حرَّم اللهُ، فسوف يَحرِمُه اللهُ حظَّه في الآخرةِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن تناوُلِ كلِّ أنواعِ المُسْكراتِ" الدرر السنية

وَعَنْ جَابِرٍ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ.

أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

وهنا أخواتى وبناتى الأعزاء  نحذر من  بعض الأعشاب والنباتات التى قد نلجأ الى القليل منها احيانا فى إعدادنا للطعام  وكثيرها اثبت أهل العلم انها من المسكرات ومن المواد التى اذا تناول الكثير منها تذهب بالعقل  ،

ذهب العلماء في حكم جوزة الطيب إلى قولين؛ هما: التحريم عند جمهور العلماء بالقليل منها أو بالكثير، بينما قال علماء آخرون بجواز استعمال القليل منها بشرط أن تكون مغمورة مع غيرها من المواد، وشبّهها ابن العماد بالحشيشة، وقال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد إنّها مُسكرة، وقال بذلك أيضاً فقهاء الشافعيّة والحنابلة والمالكية، ودليلهم في ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّ مُسكِرٍ خَمرٌ وَكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ)، كما حرّمها فقهاء الحنفية؛ لأنهّا تُفسد العقل، فإمّا أن تكون مُسكرة أو مُخدّرة، كما صرّح العلماء في إحدى المؤتمرات بقولهم: (المواد المُخدرة مُحرّمة، لا يَحل تناولها إلّا لغرض المُعالجة الطبية المتعينة، وبالمقادير التي يُحددها الأطباء وهي طاهرة العين، ولا حرج في استعمال جوزة الطيب في إصلاح نكهة الطعام بمقادير قليلة لا تُؤدي إلى التفتير أو التخدير)، وقال الدكتور وهبة الزحيلي: (لا مانع من استعمال القليل من جوزة الطيب لإصلاح الطعام والكعك ونحوه،‏ ويَحرم الكثير‏ لأنّها مُخدِّرة)، ومن الأحوط منعها في كلّ الأحوال وإن كانت مخلوطة مع غيرها أو كانت نسبتها قليلة، حيث ورد عن عبد الله بن عمر: (ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ). ومن الأفضل لنا أخواتى وبناتى الأعزاء أن نبتعد عن شئ ليس ضروريا  تجنبا للشبهات .

1262- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُنْبَذُ لَهُ الزَّبِيبُ فِي السِّقَاءِ، فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ، فَإِذَا كَانَ مَسَاءُ الثَّالِثَةِ شَرِبَهُ وَسَقَاهُ، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ أَهْرَاقَهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

1263- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.

أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

1264- وَعَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ  سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عَن الْخَمْرِ يَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهَا دَاءٌ.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُمَا.

الشيخ بن باز  رحمة الله قال" فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالخمر:

يقول النبي ﷺ: ما أسكر كثيرُه فقليله حرام، وهذه قاعدة كلية، ومن جوامع الكلم، فكل شيء ثبت أنه يُسكر كثيره من شرابٍ أو طعامٍ وجب تركه، سواء كانت حشيشةً أو غير ذلك، فكل ما يُسكر وإن كان مطعومًا مأكولًا فإنه يكون حرامًا، وهكذا الشراب".

و المقصود أن ما أسكر كثيرُه –يعني: كان يسكر من الفرق- حرم القليل والكثير؛ سدًّا لذريعة الإسكار، وحسمًا لمادته، وهذا من حكمة الله جلَّ وعلا، ومن إحسانه إلى عباده، ولهذا في اللفظ الآخر: ما أسكر الفرق منه فملء الكفِّ منه حرام، والمقصود سدّ باب الشر والحذر منه.

ومن هذا الحديث الثاني: أنه ﷺ كان يُنبذ له الزبيبُ في السِّقاء، فيشربه اليوم والغد وبعد الغد، فإذا كان مساء الثالثة شربه أو سقاه غيره، وإذا فضل شيء أهراقه، وهذا أيضًا من باب سدِّ الذريعة؛ لئلا يشتدَّ وهو لا يشعر؛ لأنَّه من بعد الثلاث قد يشتدّ، ولهذا كان يشربه أو يسقيه غيره، فإن فضل شيء أهراقه؛ حذرًا من أن يبقى فيشتدّ فيشربه أحدٌ ولا يدري.

وفي هذا العمل بالقاعدة المعروفة: مَن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

وحديث أم سلمة رضي الله عنها: وهي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها، عن النبي ﷺ أنه قالإنَّ الله لم يجعل شفاءَكم فيما حرَّم عليكم] فما حرَّمه الله ليس فيه شيء، بل كله شرّ، ويجب على المؤمن أن يحذر ما حرَّم الله عليه، وألا يحتجّ بقوله: إن هذا دواء، فما ثبت تحريمه وجب تركه وعدم استعماله ولو دواءً.

فمَن زعم أنه يتداوى بالخمر فما أسكر وجب منعه، فالله ما جعل شفاءنا فيما حرَّم علينا، يقول النبي ﷺ: عباد الله، تداووا، ولا تداووا بحرامٍ، ويقول ﷺ لطارق بن سُويد لما صنع الخمر، قال: إني أصنعها للدواء، ما أصنعها للشرب، فقال له النبيُّ ﷺ: إنها ليست بدواء، ولكنها داء، فدلَّ ذلك على أنَّ الخمر مُحرَّمة مطلقًا، ولو زعم صاحبُها أنه يشربها دواء، وأنه لا يسكر منها، ويصنعها للدواء، كل هذه الأقوال باطلة، يجب تركها والحذر منها مطلقًا؛ سدًّا لأبواب الشرِّ، نعم."

 قال تعالي ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ٢١٩ سورة البقرة

خواطر الشيخ الشعراوى فى هذه الأية 
والخمر كما نعرف مأخوذة من الستر، ويقال: «دخل فلان خمرة» أي في أيكة من الأشجار ملتفة فاختبأ فيها.

 و «الخِمار» هو القناع الذي ترتديه المسلمة لستر رأسها، وهو مأخوذ أيضا من نفس المادة. 

و «خامرة الأمر» أي خالطه. 

وكل هذه المعاني مأخوذة من عملية الستر. 

و «الميسر» مأخوذ من اليسر؛ لأنه يظهر للناس بمكاسب يسيرة بلا تعب. 

والخمر والميسر من الأمور التي كانت معروفة في الجاهلية. والإسلام حين جاء ليواجه نُظُما جاهلية واجه العقيدة بلا هوادة، ولم يجابهها ويواجهها على مراحل بل أزالها من أول الأمر، ورفع راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» 

 ثم جاء الإسلام في الأمور التي تُعتبر من العادات فبدأ يهونها؛ لأن الناس كانت تألفها، لذلك أخذها بشيء من الرفق والهوادة.

 وكان هذا من حكمة الشرع، فلم يجعل الأحكام في أول الأمر عملية قسرية فقد يترتب عليها الخلل في المجتمع وفي الوجود كله، وإنما أخذ الأمور بالهوادة.

 وإذا كانت الخَمرة مأخوذة من الستر، فماذا تستر؟ 

إنها تستر العقل بدليل أن من يتعاطاها يغيب عن وعيه. 

ولا يريد الله سبحانه وتعالى للإنسان الذي كرمه الله بالعقل أن يأتي للشيء الذي كرمه به ويُسَيِّر به أمور الخلافة في الأرض ويستره ويغيِّبه، لأن من يفعل ذلك فكأنه رد على الله النعمة التي أكرمه بها، وهذا هو الحمق. ثم إن كل الذي يتعاطون الخمر يبررون فعلهم بأنهم يريدون أن ينسوا هموم الدنيا، ونسأل هؤلاء: 

وهل نسيان الهموم يمنع مصادرُها؟ 

لا، ولذلك فالإسلام يطلب منك أن تعيش همومك لتواجهها بجماع عقلك، فإذا كانت هناك هموم ومشكلات فالإسلام لا يريد منك أن تنساها، لا، بل لابد أن توظف عقلك في مواجهتها، وما دام المطلوب منك أن تواجه المشكلات بعقلك فلا تأتي لمركز إدارة الأمور الحياتية وهو العقل، والذي يعينك على مواجهة المشكلات وتقهره بتغييبه عن العمل. وهل النسيان يمنع المصائب؟ إن الذي يمنع المصائب هو أن تحاول بجماع فكرك أن تجد السبيل للخروج منها، فإذا كان الأمر ليس في استطاعتك فمن الحمق أن تفكر فيه؛ لأن الله يريد منك أن تريح عقلك في مثل هذه الأمور، وإن كان الأمر له حل وفي استطاعتك حله، فأنت تحتاج للعقل بكامل قوته.

 والحق سبحانه وتعالى يرشدنا في هذه القضية بحكمة الحكيم، ويعطينا عطاء لنحكم نحن في الأمر قبل أن يطلب منا. 

إنه سبحانه يمتن علينا ويقول: {وَمِن ثَمَرَاتِ النخيل والأعناب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} [النحل: 67] 

فعندما ذكر الله {سَكَراً} مر عليها بلا تعليق. وعندما قال: {رِزْقاً} وصفه بأنه {حَسَناً} فكان يجب أن نتنبه إلى أن الله يمهد لموقف الإسلام من الخمر؛ فهو لم يصف «السكر» بأي وصف، وجعل للرزق وصفا هو الحسن؛ فالناس عندما يستخرجون من هذه الثمرات سكراً، فهم قد أخرجوها عن الرزق الحسن، لأن هناك فرقا بين أن تأخذ من العنب غذاءً وبين أن تخمره فتفسده وتجعله ساتراً للعقل. وبعد ذلك فهناك فرق بين تشريع ونصح. فعندما تنصح شخصا فأنت تقول له: سأدلك على طريق الخير وأنت حر في أن تسير فيه أو لا تسير. 

وعندما تشرع وتضع الحكم، فأنت تأمر هذا الشخص أو ذاك بأن يفعل الأمر ولا شيء سواه. 

والحق سبحانه وتعالى عندما قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر والميسر} ، ذكر لنا المفاسد وترك لنا الحكم عليها، قال سبحانه مُبَلغّاً رسوله: {قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ

ولو لم يقل {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} لاستغرب الناس وقالوا: نحن نأخذ من الخمر منافع، ونكتسب منها، وننسى بها همومنا، كانت هذه هي المنافع بالنسبة لهم

 لكن الحق يوضح أن إثمهما أكبر من نفعهما، أي أن العائد من وراء تعاطيهما أقل من الضرر الحادث منهما، وهذا تقييم عادل، فلم تكن المسألة قد دخلت في نطاق التحريم، لأنها مازالت في منطقة النصح والإرشاد. وقوله تعالى: 

{وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} يجعل فيهما نوعا من الذنب، لقد كان التدرج في الحكم أمراً مطلوباً لأنه سبحانه يعالج أمراً بإلف العادة، فيمهد سبحانه ليخرجه عن العادة.

 والعادة شيء يقود إلى الاعتياد؛ بحيث إذا مر وقت ولم يأت ما تعوّدَتْ عليه نفسيتْك ودمك يحدث لك اضطراب.

 وما دامت المسألة تقود إلى الاعتياد، فالأفضل أن تسد الباب من أوله وتمنع الاعتياد. 

لقد كانت بداية الحكم في أمر الخمر أن أحداً من المسلمين شرب الخمر قبل أن تُحرم نهائياً، وجاء ليصلي، فقال: «قُلْ ياأيها الكافرون أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ» 

وبعدها نزل تأديب الحق بقوله: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة وَأَنْتُمْ سكارى حتى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ. .} [النساء: 43]

وفي ذلك تدريب لمَنْ اعتاد على الخمر ألا يقربها؛ فالإنسان الذي يصلي صدر عليه الحكم ألا يقرب الصلاة وهو سكران، فمتى يمتنع إذن؟ إنه يصحو من نومه فلا يقرب الخمر حتى يصلي الصبح، ويقترب الظهر فيستعد للصلاة، ثم العصر بعد ذلك، ويليه المغرب فالعشاء، أي لن يصبح عنده وقت ليشرب في الأوقات التي ينتظر فيها الصلاة، إذن فلا تصبح عنده فرصة إلا في آخر الليل، فإذا ما جاء الليل يشرب له كأساً ثم يغط في نومه. 

ويكون الوقت الذي امتنع فيه عن الخمر أطول من الوقت الذي يتعاطى فيه الخمر. 

ولما بدأ تعودهم على الخمر يتزعزع، حدثت بعض الخلافات والمشكلات التي دفعتهم لأن يطلبوا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن يوضح لهم حكماً فاصلاً في الخمر فنزل قوله تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشيطان أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العداوة والبغضآء فِي الخمر والميسر وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ الله وَعَنِ الصلاة فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} [المائدة: 90 - 91] 

فقالوا: انتهينا يا رب.

 إذن فالحق سبحانه وتعالى أراد بتحريم الخمر أن يحفظ على الإنسان عقله؛ لأن العقل هو مناط التكليف للإنسان، وهو مناط الاختيار بين البدائل، فأراد الحق أن يصون للإنسان تلك النعمة. 

إن هدف الدين في المقام الأول سلامة الضرورات الخمس التي لا يستغني عنها الإنسان: سلامة النفس، وسلامة العرض، وسلامة المال، وسلامة العقل، وسلامة الدين. 

وكل التشريعات تدور حول سلامة هذه الضرورات الخمس، ولو نظرت إلى هذه الضرورات تجد أن الحفاظ عليها يبدأ من سلامة العقل، فسلامة العقل تجعله يفكر في دينه. 

وسلامة العقل تجعله يفكر في حركة الحياة.

 وسلامة العقل تجعله يحتاط لصيانة العرض.

 إذن فالعقل هو أساس العملية التكليفية التي تدور حولها هذه المسألة، والحق سبحانه وتعالى يريد ألا يخمر الإنسان عقله بأي شيء مُسكر. حتى لا يحدث عدوان على هذه الضرورات الخمس. 

وقد جمع الله في هذه الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها بين الخمر والميسر، وهو جل وعلا يريد أن يحمي غفلة الناس.

 فلعب الميسر يتمثل في صورته البسيطة في اثنين يجلسان أمام بعضهما البعض، وكل واحد منهما حريص على أن يأخذ ما في جيب الآخر، فأي أخوة تبقى بين هؤلاء؟ إن كلاًّ منهما حريص على أن يعيد الآخر إلى منزله خاوي الجيوب فأي أخوة تكون بين الاثنين؟ ومن العجيب أنك ترى الذين يلعبون الميسر في صورة الأصحاب، ويحرص كل منهما على لقاء الآخر، فأي خيبة في هذه الصداقة؟! ومن العجيب أن يقر كل من الطرفين صاحبه على فعله، يأخذ ماله ويبقى على صداقته، والعجيب الأكبر هو التدليس والسرقة بين الذين يتعودون على لعب الميسر.

 ولو لاحظت حياة هؤلاء الذين يلعبون الميسر تجدهم ينفقون ويبذرون بلا احتياط ولا ينتفعون أبداً بما يصل أيديهم من مال مهما كان كثيراً، لماذا؟ لأن المال حين يُكتسب بيسر، يُصرف منه بلا احتياط، هذا هو حال من يكسب

 أما بالنسبة للخاسر فتجده يعيش في الحسرة والألم على ما فقد، وتجده في فقر دائم، وربما اضطر إلى التضحية بعرضه وشرفه، إن لم يبع ملابسه، وأعز ما يملك، ويحدث كل ذلك بأمان زائفة، وآمال كاذبة يزينها الشيطان للطرفين، الذي كسب والذي خسر، فالذي كسب يتمنى زيادة ما معه من مال أكثر وأكثر، والذي خسر يأمل أن يسترد ما خسره ويكسب. وعندما يتعود الإنسان أن يكسب بدون حركة فكل شيء يهون عليه، ويعتاد أن يعيش على الكسب السهل الرخيص، وحين لا يجد من يستغفله ليلعب معه ربما سرق أو اختلس. 

وهذا هو حال الذين يلعبون الميسر؛ إنهم أصحاب الرذائل في المجتمع، فهم الذين يرتشون ويسرقون ويعربدون، ولا أخلاق عندهم وليس لهم صاحب ولا صديق، وبيوتهم منهارة، وأسرهم مفككة، وعليهم اللعنة حتى في هيئتهم وهندامهم. ولذلك قال الحق: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر والميسر قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} وما دام الإثم أكبر من النفع، فقد رجح جانب الإثم.

 هذا في العملية الذاتية، أما في العملية الزمنية فقد قال سبحانه: {لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة وَأَنْتُمْ سكارى} [النساء: 43]

وبعد ذلك أنهى سبحانه المسألة تماما بقوله الحق: {ياأيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] 

ولدلك حكاية تحريم الخمر، فَكَانَت فِي مَنْعِ مَرْغُوبٍ، وَتَحْرِيمِ مَحْبُوبٍ، وَقَطْعِ مَأْلُوفٍ، لَطَالَمَا تَغَنَّتْ بِهِ الْعَرَبُ، وَنَظَمَتْ فِيهِ شِعْرَهَا،  وَأَنْفَقَتْ فِي تَحْصِيلِهِ دِرْهَمَهَا وَدِينَارَهَا!

 ذَلِكُمْ هُوَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ الَّذِي مَلَكَهُمْ حُبُّهَا كَمَا أَسْكَرَهُمْ شُرْبُهَا، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ لِلْعَرَبِ عَيْشٌ أَعْجَبُ مِنْهَا، وَمَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْهَا».

 

لِذَا كَانَتْ حِكْمَةُ الشَّارِعِ ظَاهِرَةً فِي تَحْرِيمِهَا؛ إِذْ أَخَذَهُمْ بِالتَّدَرُّجِ فِي النَّهْيِ عَنْهَا، لَقَدْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا وَيَشْرَبُونَهَا، وَيَجْتَمِعُونَ عَلَيْهَا، وَيَتَّجِرُونَ بِهَا، فَأَشَارَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذَمِّهَا إِشَارَةً فِيهَا خَفَاءٌ، حَيْثُ ذَكَرَهَا وَذَكَرَ مَعَهَا غَيْرَهَا، فَسَكَتَ عَنْهَا وَأَثْنَى عَلَى غَيْرِهَا، وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ ذِكْرَ أَمْرَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ يُثْنَى عَلَى أَحَدِهِمَا وَيُسْكَتُ عَنِ الْآخَرِ فِيهِ مَذَمَّةٌ لِلْآخَرِ: ﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ﴾ [النَّحْل: 67]

فَذَكَرَ السَّكَرَ وَسَكَتَ عَنْهُ، وَوَصَفَ الرِّزْقَ الَّذِي هُوَ الطَّعَامُ بِأَنَّهُ حَسَنٌ، فَكَانَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى ذَمِّ السَّكَرِ.


وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ تَكُنِ الْخَمْرُ مُحَرَّمَةً فَكَانَ الصَّحَابَةُ يَشْرَبُونَهَا 

 

قَالَ الرَّازِيُّ: "وَالْحِكْمَةُ فِي وُقُوعِ التَّحْرِيمِ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلِمَ أَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا أَلِفُوا شُرْبَ الْخَمْرِ، وَكَانَ انْتِفَاعُهُمْ بِذَلِكَ كَثِيرًا، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَوْ مَنَعَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً لَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَلَا جَرَمَ اسْتَعْمَلَ فِي هَذَا التَّحْرِيمِ هَذَا التَّدَرُّجَ وَهَذَا الرِّفْقَ".

 سرعه الاستجابه لله 

وعندما حرمت الخمر ، أَخَذَ الْمُنَادِي يُنَادِي: "إِنَّ الْخَمْرَ حُرِّمَتْ"، وَكَانَ جَمْعٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهَا يَشْرَبُونَ، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ بِتَحْرِيمِهَا لَمْ يَتَوَانَوْا وَلَمْ يَتَرَدَّدُوا؛ بَلْ بَادَرُوا بِامْتِثَالِ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا: «انْتَهَيْنَا، انْتَهَيْنَا»، وَقِصَصُهُمْ فِي الِاسْتِجَابَةِ لِهَذَا الْأَمْرِ عَدِيدَةٌ وَمَشْهُورَةٌ.

 

قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «... إِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِيهَا أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا أَيُّوبَ وَرِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ؟ قُلْنَا: لَا؟ قَالَ: فَإِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، أَرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ، فَمَا رَاجَعُوهَا وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ. 

وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ: «فَوَاللَّهِ مَا قَالُوا: حَتَّى نَنْظُرَ وَنَسْأَلَ». وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ: «فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ».

 

إِنَّ سُرْعَةَ اسْتِجَابَةِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمْرِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي تَحْرِيمِ شَرَابٍ أَلِفُوهُ وَاعْتَادُوهُ، وَأَحَبُّوهُ وَعَشِقُوهُ ليَدْعُو لِلدَّهْشَةِ وَالْإِعْجَابِ وَالْإِكْبَارِ، هَرَقُوهَا وَتَخَلَّصُوا مِنْهَا، وَكَسَرُوا جِرَارَهَا؛ حَتَّى سَالَتْ سِكَكُ الْمَدِينَةِ خَمْرًا فَوْرَ نُزُولِ تَحْرِيمِهَا.

 وَكَانَ تَحْرِيمُهَا بَعْدَ غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ بِأَيَّامٍ.

 

لَمْ يَحْتَاجُوا مَوَاعِظَ خُطَبَاءَ، وَلَا بَيَانَاتِ عُلَمَاءَ، وَلَا أَجْهِزَةَ إِعْلَامٍ تَنْهَاهُمْ عَنِ الْخَمْرِ وَتُبَيِّنُ لَهُمْ أَضْرَارَهَا، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ يُبَادِرُونَ إِلَى التَّخَلُّصِ مِنْهَا خَوْفُهُمْ مِنْ  أَفْرَادِ الشُّرْطَةِ، أَوْ حُكْمِ الْمَحْكَمَةِ، لَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ؛ لِأَنَّ الرَّقِيبَ كَانَ دَاخِلَ قُلُوبِهِمْ، وَلِأَنَّ خَوْفَهُمْ كَانَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، فَكَفَتْهُمْ آيَةٌ وَاحِدَةٌ يُنَادِي بِهَا الْمُنَادِي، فَتَسِيلُ عَلَى إِثْرِهَا سِكَكُ الْمَدِينَةِ خَمْرًا.

 

حُرِّمَتِ الْخَمْرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ تَحْرِيمُهَا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَلَوْ سُمِّيَتْ بِغَيْرِ اسْمِهَا، أَوْ زَعَمُوا أَنَّ الدَّوَاءَ فِيهَا، قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، 

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ».


احاديث منع الخمر


وَمَهْمَا كَانَتْ نِسْبَةُ الْإِسْكَارِ فِيهَا قَلِيلَةً، وَلَا يُسْكِرُ مِنْهَا إِلَّا الْكَثِيرُ؛ فَالْقَلِيلُ حَرَامٌ، قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»، وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ شُرْبَ مَا يُسْكِرُ حَرَامٌ وَفِسْقٌ وَكَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.

 

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (  ) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ( ) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [الْمَائِدَة].



وفى هدا الحديث  نرى كيف يؤثر السكر على الانسان

1268. عن عَلِيّ قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنْ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنْ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ يَرْتَحِلُ مَعِيَ فَنَأْتِي بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنْ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنْ الْأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَجَمَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ فَإِذَا شَارِفَايَ قَدْ اجْتُبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا قُلْتُ مَنْ فَعَلَ هَذَا قَالُوا فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنْ الْأَنْصَارِ غَنَّتْهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابَهُ فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَقَامَ حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا فَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَقَالَ عَلِيٌّ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ قَالَ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَجْهِيَ الَّذِي لَقِيتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا لَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَابَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنُوا لَهُ فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ فَإِذَا حَمْزَةُ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ فَقَالَ حَمْزَةُ وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى وَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.


ابواب تحريم الخمر وبيان أنها تكون من عصير العنب ومن التمر والبسر والزبيب وغيرها مما يسكر

5باب: الْخَمْرُ مِنْ النَّخْل وَالْعِنَب

1272.  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ.

وشرح الحديث من شرح الإمام النووى على  مسلم 

من باب باب بَيَانِ أَنَّ جَمِيعَ مَا يُنْبَذُ مِمَّا يُتَّخَذُ مِنْ النَّخْلِ وَالْعِنَبِ يُسَمَّى خَمْرًا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ : النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ ) ، وَفِي رِوَايَةٍ : ( الْكَرْمَةِ وَالنَّخْلَةِ ) وَفِي رِوَايَةٍ : ( الْكَرْمِ وَالنَّخْلِ ) هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأَنْبِذَةَ الْمُتَّخَذَةَ مِنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهَا تُسَمَّى خَمْرًا ، وَهِيَ حَرَامٌ إِذَا كَانَتْ مُسْكِرَةً ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ كَمَا سَبَقَ ، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ الْخَمْرِيَّةِ عَنْ نَبِيذِ الذُّرَةِ وَالْعَسَلِ وَالشَّعِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَقَدْ ثَبَتَ فِي تِلْكَ الْأَلْفَاظِ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ بِأَنَّهَا كُلَّهَا خَمْرٌ وَحَرَامٌ .
وَوَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَسْمِيَةُ الْعِنَبِ كَرْمًا ، وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ النَّهْيُ عَنْهُ ، فَيَحْتَمِلُ أَنَّ هَذَا الِاسْتِعْمَالَ كَانَ قَبْلَ النَّهْيِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ اسْتَعْمَلَهُ بَيَانًا لِلْجَوَازِ ، وَأَنَّ النَّهْيَ عَنْهُ لَيْسَ لِلتَّحْرِيمِ بَلْ لِكَرَاهَةِ التَّنْزِيهِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمْ خُوطِبُوا بِهِ لِلتَّعْرِيفِ ؛ لِأَنَّهُ الْمَعْرُوفُ فِي لِسَانِهِمْ ، الْغَالِبُ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ .


 6 باب: الْخَمْرُ من الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ

1273. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فِي رَهْطٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ فَقَالَ حَدَثَ خَبَرٌ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ فَأَكْفَأْنَاهَا يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهَا لَخَلِيطُ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ قَالَ قَتَادَةُ وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ لَقَدْ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ وَكَانَتْ عَامَّةُ خُمُورِهِمْ يَوْمَئِذٍ خَلِيطَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ.


7-باب: الخمر مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ

1274. عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا وَإِنَّ الْخَمْرَ نَزَلَ تَحْرِيمُهَا يَوْمَ نَزَلَ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ مِنْ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ وَثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ وَدِدْتُ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِيهَا الْجَدُّ وَالْكَلَالَةُ وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا.



عن أنس بن مالك قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ البسر والتمر فإذا مناد ينادى، فقال اخرج فانظر فخرجت فإذا مناد ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال: فجرت في سكك المدينة، فقال لي أبو طلحة اخرج فاهرقها فهرقتها فقالوا أو قال بعضهم قتل فلان قتل فلان وهي في بطونهم قال: فلا أدري هو من حديث أنس فأنزل الله عز وجل { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات }

خطورة الخمرعلى الانسان

المسكرات تعطل القدرات، وتذهب بالعقل الذى هو بمثابة الإدارة المركزية العليا والتى يعول عليها ادارة كل العمليات الحيوية بالجسم كما أن المسكرات بتعطيلها هذة الادارة تبيح كل المحرمات، والمنكرات، والخبائث، هذا بخلاف  الأمراض الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية ، فهى تضر بكل ضرورات الانسان التى لطالما الحق سبحانه وتعالى شرع لنا من التشريعات ما تحافظ عليها 

ودعونا أخواتى نتطرق الى الفرق  بين السكر  وبين الرزق الحسن من الثمرات المختلفة التى ذكرت فى الاحاديث النبوية الشريفه 

 الْخَمْرُ مِنْ النَّخْل وَالْعِنَب

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ

ثمار النخيل والأعناب  من طعام الإنسان وتحمل له العناصر الغذائية  التى تعزز له الطاقة والفيتامينات والاملاح المعدنية المختلفة  

فمن النخلة ثمار التمر والبسر والرطب  وكلها غنية بالعناصر الغذائية  التى تحافظ على صحة الانسان 

فالقيمة الغذائية للرطب والتمر على سبيل المثال  

الرطب هو البلح الطازج أما التمر فهو البلح تام النضج أو الجاف أو المحفوظ كاملا بطرق الحفظ المعروفة.

لكل نوع فوائده واستخداماته ووقته فالرطب الطازج أفضل من حيث احتوائه على العناصر الغذائية حيث يفقد التمر بعض العناصر الغذائية مع التخزين وطرق التصنيع بينما التمر يحتوى على نسبة أكبر بكثير من الكربوهيدرات والألياف فهو يناسب من يحتاج لسعرات أكثر أو طاقة أكثر الرطب أقل في السعرات الحرارية ففي الحصة الواحدة (100جرام) من التمر 284 سعر بينما يحتوى الرطب على 124 سعر.

تحتوى الحصة الغذائية من الرطب على 

2.8 جم من البروتين 

و 1جم زيوت

 و 37 جم كربوهيدرات 

نجد الرطب  تحتوى على كمية مناسبة من الكربوهيدرات القابلة للامتصاص بسهولة وكمية من البروتين بالإضافة لمجموعة من المعادن والفيتامنيات والألياف الغذائية فمن المعادن يحتوى على البوتاسيوم والفسفور والحديد والصوديوم والكالسيومم والمنجنيز والمغنسيوم واليود والكبريت والفلور ومن الفيتامينات يحتوى على فيتامينات أ و د و ب1 (الثيامين) و ب2 الريبوفلافين و ب3 (النياسين) والبيوتين وحمض الفوليك

بينما يحتوى التمر على 

1.8 جم بروتين 

و0.6 زيوت

 و 76 جم كربوهيدرات 

و 5جم ألياف ،

 تلك الألياف تساعد كثيرا على الهضم وضبط نسبة السكر في الدم وتقليل الكوليسترول قليل الكثافة..

من ناحية العناصر الغذائية الصغرى

 فالتمر يحتوى على نسبة أعلى من الكالسيوم (84 ملجم في الحصة الواحدة) والحديد (8ملجم) مقارنة بالرطب (34ملجم و6 ملجم بالترتيب) 

ولكن الرطب يحتوى على فيتامين ج الذي لايوجد بالتمر تماما حيث يفقد بفعل عمليات الحفظ.

العنب

القيمة الغذائية للعنب  العنب غني بعديد من العناصر الغذائية الضرورية للجسم، ويحتوي كوب واحد بحجم 151 جرامًا من العنب الأحمر أو الأخضر على العناصر الغذائية التالية:  الكربوهيدرات: 27.3 جرام. 

البروتين: 1.1 جرام.

 الدهون: 0.2 جرام. 

الألياف: 1.4 جرام.

 فيتامين ج: 27٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة. 

 فيتامين ك: 28٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة. 

الثيامين: 7٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة. 

الريبوفلافين: 6٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة.

 فيتامين "ب 6": 6٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة.

 البوتاسيوم: 8٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة.

 النحاس: 10٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة.

 المنجنيز: 5٪ من الاحتياجات اليومية المطلوبة.