الجمعة، 24 أبريل 2020

الحلقة الاولي اول معصية في تايخ البشرية




قال تعالي ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)) سورة البقرة

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ
سورة البقرة الاية رقم 35معانى الكلمات
رغداً : أكلاً واسعاً أو هنيئاً لاعناء فيه
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في خواطره.

بعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وأمر الملائكة أن تسجد له وحدث كفر إبليس ومعصيته أراد الله جل جلاله أن يمارس آدم مهمته على الأرض. 
ولكنه قبل أن يمارس مهمته أدخله الله في تجربة عملية عن المنهج الذي سيتبعه الإنسان في الأرض، وعن الغواية التي سيتعرض لها من إبليس. 
فالله سبحانه وتعالى رحمة منه لم يشأ أن يبدأ آدم مهمته في الوجود على أساس نظري، لأن هناك فرقا بين الكلام النظري والتجربة. 
قد يقال لك شيء وتوافق عليه من الناحية النظرية ولكن عندما يأتي الفعل فإنك لا تفعل شيئا. 
إذن فالفترة التي عاش فيها آدم في الجنة كانت تطبيقا عمليا لمنهج العبودية، حتى إذا ما خرج إلى مهمته لم يخرج بمبدأ نظري، بل خرج بمنهج عملي تعرض فيه إلي
 إفعل ولا تفعل. 
والحلال والحرام
 وإغواء الشيطان والمعصية. 

ثم بعد ذلك يتعلم كيف يتوب ويستغفر ويعود إلى الله. وليعرف بنو آدم أن الله لا يغلق بابه في وجه العاصي، وإنما يفتح له باب التوبة، وهذا درس أخر في قصة أبينا أدم عليه السلام 

والله سبحانه وتعالى أسكن آدم الجنة. 
وبعض الناس يقول: أنها جنة الخلد التي سيدخل فيها المؤمنون في الآخرة. 
وبعضهم قال: لولا أن آدم عصى لكنا نعيش في الجنة.
 يقول  لهم الشيخ رحمة الله عليه في خواطره  لا. 
جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد.  كل من دخلها عاش في نعيم أبدي.

 إذن فما هي الجنة التي عاش فيها آدم وحواء؟ 
هذه الجنة هي جنة التجربة أو المكان الذي تمت فيه تجربة تطبيق المنهج. 
ونحن إذا قرأنا القرآن الكريم نجد أن الحق سبحانه وتعالى قد أطلق لفظ الجنة على جنات الأرض.
 والجنة تأتي من لفظ « جن» وهو الستر، ذلك أن فيها أشجارا كثيفة تستر من يعيش فيها فلا يراه أحد. 

وفيها ثمرات تعطيه استمرار الحياة فلا يحتاج إلى أن يخرج منها.
إذن الجنة بها صفة الستر ، وبها مقومات الحياة من الثمرات 
 ونجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الجنة إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} [القلم: 17 - 18] وهذه قصة الأخوة الذين كانوا يملكون جنة من جنان الأرض فمنعوا حق الفقير والمسكين واليتيم، فذهب الله بثمر الجنة كلها وأحرق أشجارها. 

وهناك في سورة الكهف قصة صاحب الجنتين: في قوله تعالى: {واضرب لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً} [الكهف: 32] 
وهي قصة ذلك الرجل الذي أعطاه الله جنتين. . فبدلا من أن يشكر الله تعالى على نعمه.، كفر وأنكر البعث والحساب.

 وفي سورة سبأ  قوله تعالى عن أهل سبأ الذين هداهم الله وبين لهم الطريق المستقيم ولكنهم فضلوا الكفر.
  قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ واشكروا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العرم وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذلك جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نجازي إِلاَّ الكفور} [سبأ: 15 - 17] 

وهكذا نرى أن الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قد أطلق لفظ الجنة على جنات الدنيا، ولم يقصره على جنة الآخرة. 
إذن فآدم حين قال له الله سبحانه وتعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)} [الأعراف: 19]
 فهي ليست جنة الخلد وإنما هي جنة سيمارس فيها تجربة تطبيق المنهج.
 ولذلك لا يقال: كيف دخل إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر، لأن هذه ليست جنة الخلد ولابد أن تنتبه إلى ذلك جيدا حتى لا يقال أن معصية آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة.

 لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم حدد مهمته فقال: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً} [البقرة: 30] 
فآدم مخلوق للخلافة في الأرض ومن صلح من ذريته يدخل جنة الخلد في الآخرة، ومن دخل جنة الخلد عاش في النعيم خالدا. 
والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} فالله سبحانه وتعالى أمد الجنة التي سكنها آدم وحواء بكل ما يضمن استمرار حياتهما، تماما كما خلق كل النعم التي تضمن استمرار حياة آدم وذريته في الأرض قبل أن تبدأ الحياة البشرية على الأرض.

 فالله سبحانه وتعالى له عطاء ربوبية فهو الذي خلق. 
وهو الذي أوجد من عدم، ولذلك فقد ضمن لخلقه ما يعطيهم استمرار الحياة على الأرض من( ماء وهواء وطعام ) 
ونعم لا تعد ولا تحصى  ، فكأن الله تعالى قد أمد الجنة التي سكن فيها آدم وزوجته بكل عوامل استمرار حياتهما قبل أن يسكناها. 
كما أمد الأرض بكل وسائل استمرار حياة الإنسان قبل أن ينزل آدم إليها.
قال تعالي ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)) سورة البقرة
قال تعالي (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10)) سورة فصلت

قال تعالي (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ (53)) سورة طه

إذن فقوله تعالى: {يَآءَادَمُ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة} .
 هذه فترة التدريب على تطبيق المنهج. 
والسكن هو المكان الذي يرتاح فيه الإنسان ويرجع إليه دائما. فأنت قد تسافر فترات، وكل الدول التي تمر بها خلال سفرك لا تعتبر سكنا إلى أن تعود إلى بيتك، فهذا هو السكن والرجل يكد ويتعب في الحياة وأينما ذهب فإنه يعود مرة أخرى إلى المكان الذي يسكنه ليستريح فيه. 
وقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة} هو استكمال للمنهج. فهناك أمر ونهي إفعل ولا تفعل:
{اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة}      أمر
 {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً}                   أمر
 {وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة}          نهي 

وهذا أول منهج يعلم الإنسان الطاعة لله سبحانه وتعالى والامتناع عما نهى عنه
وكل رسائل السماء ومناهج الله في الأرض  تقع بين أمر ونهي. أي  افعل كذا ولا تفعل كذا.

 وهكذا فإن الحق سبحانه وتعالى ضمن لآدم الحياة، وليست الحياة فقط ولكن رغدا.
 أي مباحا  هنيئه وممتعه وبلا تعب وعن سعة وبدون مشقة

واذا وقفنا عند قصة أبينا أدم  نلاحظ هنا أن : 
المباح كثير 
والممنوع قليل. 
فكل ما في الجنة من الطعام والشراب مباح لآدم، ولا قيد إلا على شيء واحد. !!! شجرة واحدة 🌳من بين ألوف الأشجار 🌳🌳🌳🌳التي كانت موجودة في الجنة. 
 🌳شجرة واحدة فقط هي الممنوعة. 
وإذا نظرنا إلى منهج السماء إلى الأرض تجد أن الله سبحانه وتعالى قد أباح فيه نعما لا تحصى ولا تعد وقيد فيه أقل القليل، فكل ما نهدي الله عنه وحرمه ،جعل له بدائل عديدة مباحه ،ولذلك دائما يذكر المحرم ويعدد لأنه قليل ويمكن حصره من بين النعم .
 ونحن كمسلمين نجد ،أن الذي نهانا الله عنه بالنسبة لنعم الأرض هو أقل القليل ، كما كان في جنة آدم شجرة واحدة  فقط حُرمَت عليه والمباح له  بعد ذلك كثير.
 وإذا أخذنا ألفاظ العبارات نجد أن الله سبحانه وتعالى ساعة 
بيان إعجاز الألفاظ 
يقول: {وقُلْنَا يَآءَادَمُ} أتى بضمير «ن» ضمير الجمع، مع إن  اللهَ واحد أحد، وهذة النون تسمي : نون الكبرياء ونون العظمة. إذن فكل حدث يأتي فيه الحق تبارك وتعالى بنون الكبرياء ونون التعظيم.
 لأن كل فعل من الأفعال يحتاج إلى صفات متعددة حتى يتم.

 فأنت إذا أردت أن تفعل شيئا فإنه يقتضي منك قوة ويقتضي منك علما ويقتضي منك قدرة ويقتضي منك حكمة. . إذن فهناك صفات كثيرة موجودة يقتضيها الفعل.

 ولكن حين يتكلم الحق سبحانه وتعالى عن شهادة التوحيد يقول «إنني أنا الله» ولا يقول: إنما نحن الله. 
 لأنه جل جلاله. يريد توحيدا. 
ففي موقع التوحيد يأتي بضمير الإفراد واحد أحد. .

 أما في صدر الأحداث. فيأتي بضمير الكبرياء والعظمة.  قال الله تعالى: {والسمآء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47] 

وفي قوله {وقُلْنَا يَآءَادَمُ} آدم اسم علم على المسمى الذي هو أول خلق الله من البشر
 «واسكن» تحتاج إلى عنصرين: الهدوء والاطمئنان. 
 هذا هو معنى اسكن. توفير الهدوء والاطمئنان، ومنه أخذ اسم السكن. 
وكلمة المسكن وأطلق على الزوجة. 
 وإذا فقد المكان الذي تسكن فيه عنصرا من هذين العنصرين وهما الهدوء والطمأنينة لا يقال عليه مسكن.
 والزوجة سميت سكنا كما جاء في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] لأن الهدوء والرحمة والبركة تتوافر في الزوجة الصالحة. 
والحق سبحانه وتعالى يقول: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلاوتك سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة: 103] أي راحة واطمئنانا ورحمة.
ويقول الحق سبحانه وتعالى: {اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ}
 وكان من الممكن أن يقول اسكن وزوجك لأن الفاعل في فعل الأمر دائما مستتر.
 ولكنه سبحانه قال: اسكن أنت وزوجك. 
 ولكنه ضمير جاء ليفصل بين اسكن وبين زوجك حتى لا يعطف الاسم على الفعل.
 و الأمر التكليفي من الله. ، سواء فيه الذكر والأنثى.
 ولنقرأ قوله تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [غافر: 40] 
إذن فهما متساويان في هذه الناحية .
 هذه الجنة ماذا وفر الله سبحانه وتعالى لآدم وزوجه فيها؟ قال تبارك وتعالى: {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تعرى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تضحى} [طه: 118 - 119] 
هذه عناصر الحياة التي وفرها الله لآدم وزوجه في جنة التجربة الإيمانية العملية على التكليف.
 وهكذا نرى من الأوصاف التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لنا لهذه الجنة أنها ليست جنة الآخرة. 
@ لأنه أولا فيها تكليف. في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة} 
@ وجنة الآخرة لا تكليف فيها

ثم جاء النهي. في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة} أي لا تقتربا من مكانها. 
س ولكن لماذا لم يقل الحق سبحانه وتعالى ولا تأكلا من هذه الشجرة؟
 . لأن الله جل جلاله رحمة بآدم وزوجه كان لا يريدهما أن يقعا في غواية المعصية  (سبحانه الذي خلق ويعلم أن قربه منها ،خطوه للوقوع في المعصية)
فلو أنه قال: ولا تأكلا من هذه الشجرة لكان مباحا لهما أن يقتربا منها فتجذبهما بجمال منظرها ويقتربا من ثمارها فتفتنهما برائحتها العذبة ولونها الجذاب ، حينئذ يحدث الإغواء. وتمتد أيديهما تحت هذا الإغراء إلى الشجرة ليأكلا منها. 

ولكن الله تعالى يعلم أن النفس البشرية إذا حَرم عليها شيء ولم تُحم حوله كان ذلك أدعى ألا تفعله.
 فالله تعالى حين حرم الخمر لم يقل حرمت عليكم الخمر وإلا كنا جلسنا في مجالس الخمر ومع الذين يشربونها. أو نتاجر فيها وهذا كله إغراء بشرب الخمر. .

 ولكنه قال: {ياأيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] هذا النص الكريم قد جعلنا نبتعد عن الأماكن التي فيها الخمور. 🍷🍷🍷فلا نجلس مع من يشربونها، ولا نتاجر فيها حتى لا نقع في المعصية. 
فإذا رأيت مكانا فيه خمر فابتعد عنه في الحال  هذا هو الأمر بالإجتناب . ، حتى لا يغريك منظر الخمر وشاربها بأن تفعل مثله. 
ونجد  أن الحق جل جلاله يقول في المحرمات: «لا تقربوا» واجتنبوا.    
 أي لا تحوموا حولها ولا تقربوها حتي لا تقعوا فيها .
 لأن المحرمات إذا كانت غائبة عنا فلا تخطر على بالنا فلا تقع فيها  .   وليس فقط المحرمات بل كل شئ بعيد عن العين ،يكون بعيد عن بالنا ،   وهناك المثل الشعبي الذي يقول البعيد عن العين بعيد عن الخاطر أو القلب 
ولذلك يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ والْحَرَامَ بَيِّنٌ وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل مَلَكٍ حِمَى ألا وإِن حمى الله محارمه» 
وقد كان بعض الناس يقبلون على شرب الخمر ويقولون إنه لم يرد فيها تحريم صريح. ، فلم تأت مسبوقة بكلمة حرمت.

 وإذا تأملنا  كلمة اجتنبوا.  وجدناها أشد من التحريم. 
فقوله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)}معناه ألا تنظر حتى إلى الصنم. 
واجتناب الخمر ألا تقع عينك عليها. .
وما هي الشجرة التي حرمها الله علي أدم ؟
قد اختلف الناس في نوع هذه الشجرة.
 وهل هي شجرة تفاح أو تين أو عنب أو غير ذلك.
 ولا أهمية لمعرفتنا نوع الشجرة ،لان القصص في القرأن له دور وهو المغزي والدروس المستفادة  ،فالمقصود هو التحريم.
 لأن منهج الله سبحانه وتعالى يحلل أشياء ، ويحرم أشياء. وقوله تعالى: {فَتَكُونَا مِنَ الظالمين} 
الظلم معناه  الجور والتعدي على حقوق الغير. 
والظالم هو من أخذ فوق ما يستحقه بغير حق.
 والظلم له أركان  : 
@ ظالما 
@ومظلوما. 
@وموضوعا للظلم.
 فكل حق سواء كان ماديا أو معنويا يعتدي عليه إنسان بدون حق فقد حمل ظلما. 
حتى الإنسان أنه أحيانا يظلم نفسه.
 ولنقرأ قوله تعالى: {والذين إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظلموا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله} [آل عمران: 135] 
والأن السؤال الذي يفرض نفسة ،كيف يظلم الإنسان نفسه؟ 
قد يظلم الإنسان غيره ،  ولكنه لا يظلم نفسه أبدا لأنه يريد أن يعطيها كل ما تشتهيه.   وهذا هو عين الظلم للنفس
 والسبب أنه أعطاها شهوة عاجلة في الدنيا،  ربما استمرت ساعات وربما  أقل ،أو أكثر ، وحرمها من نعيم أبدي في الآخرة.
 فقد ظلم نفسه   بأن أعطاها عذابا أليما في الآخرة مقابل متعة زائلة لا تدوم في الدنيا. 

 @ والظلم للنفس  من يبيع دينه بدنياه.
@ ولكن أظلم الناس لنفسه من يبيع دينه. بدنيا غيره  والامثله كثيرة ونراها كل يوم في عالمنا ، باسم المصالح . 
يشهد زورا،  ليرضي رئيسا أو يتقرب لمسئول. 
أو يرتكب جريمة. 
 إذن قوله تعالى: {فَتَكُونَا مِنَ الظالمين} أي من الذين ظلموا أنفسهم بمعصية الله . فهذة المعصية توجب غضب الله عليهم  


نأتي لقول الله تعالي (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) ايه ٣٦ سورة البقرة
فأزلّهما الشّيطان : أي أوقعهما في الذله والذله العثرة والكبوة 

بعد أن أسكن الله سبحانه وتعالى آدم وزوجه في الجنة. وأخبرهما بما هو حلال وما هو حرام. 
بدأ الشيطان مهمته. فما هي هذه المهمه؟ 
مهمة عداوته الرهيبة لآدم وذريته.
القصة الأذلية
قال تعالي ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ(75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ(76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83))سورة ص

 والحق سبحانه وتعالي  يقول: {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان} أي أن الشيطان باشر مهمته فأوقعهما في الزلة. 
 والزلة هي العثرة أو الكبوة. 

فكيف حدث ذلك والله تعالى قد نصح آدم وزوجه ألا يتبعا الشيطان  وهذا جزء من منهجهم الذي قرره الله عليهم . 
فقد أبلغه أن الشيطان  عدو لهما. 
قال تعالى: { إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجنة فتشقى} [طه: 117]
إذن فالعداوة معلنة وليست خفية ومسبقة . 
لقد أعلم الله أدم بهذه العداوة وحذرة من الشيطان ووضح له عواقب المعصية لأوامر الله وإتباع الشيطان 

 كذلك ألم يشهد آدم الموقف الذي عصى فيه إبليس أمر الله ولم يسجد لآدم؟
 ألم يعرف مدى تكبر إبليس عليه 
في قوله {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ}
وقوله {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} 
كل هذا كان ينبغي أن ينبه آدم إلى أن إبليس لن يأتي له بخير أبدا. 

 والحق سبحانه وتعالى لم يكتف بالدلالات الطبيعية التي نشأت عن موقف إبليس في رفضه السجود.
 بل أخبر آدم أن الشيطان عدو له ولزوجه. 
 يقول الحق سبحانه وتعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} 

من ماذا أخرجهما ؟ 
@من العيش الرغيد 
@ من واسع النعمة في الجنة. 
@ومن الهدوء والاطمئنان في أن رزقهما(مأكل ومشرب ومسكن وملبس) يأتيهما بلا تعب. 
وقد حذر الله أدم عليه السلام  قال تعالي في سورة طه : {فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجنة فتشقى}

والسوال الذي يفرض نفسه هنا  لماذا لم يقل الله تعالي  فتشقيا؟ وقد قال فلا يخرجنكما من الجنه 
 إن هذة الأية الكريمة  لفتة من الحق سبحانه وتعالى.  إلى مهمة المرأة ومهمة الرجل في الحياة.
 فمهمة المرأة
@أن تكون سكنا لزوجها  تذهب تعبه وشقاءه.
@ أما مهمة الرجل فهي العمل حتى يوفر الطعام والمسكن لزوجته وأولاده.
@ والعمل تعب وحركة.
 وهكذا لفتنا الحق تبارك وتعالى إلى أن مهمة الرجل أن يكدح ويشقى لتوفير المأكل والمشرب والمسكن  والملبس. 
ثم يأتي إلى أهله فتكون السكينة والراحة والاطمئنان.

 إذا كانت هذه هي الحقيقة. فلماذا يأتي العالم ليغير هذا النظام؟ 
نقول إن العالم هو الذي يتعب نفسه، ويتعب الدنيا ،بالخلل في التوازن الاسري والمجتمعي بشقاء المرأة .

 فعمل المرأة شقاء لها. فمهمتها هي إدارة شئون  البيت. 
وليس عندها وقت لأي شيء آخر. 
فإذا عملت فذلك على حساب أولادها وبيتها وزوجها وعبادتها 
والمرأة خلقها الله لتحمل وتلد وتربي الابناء  فهي تتحمل جزء أساسي في قيام الخلافة علي الأرض ،،، فإذا ذهبت المرأة إلي شقاء الرجل ، خل التوازن ، وهذا ما نراه في المجتمعات اليوم ،من التفكك الاسري وانحدار الأخلاقي في المجتمعات 

 بتكليف المرأة بمهمة الرجل ، ينشأ الشقاء في المجتمع. فيضيع الأولاد، ويهرب الزوج إلى مكان فيه امرأة تعطيه السكن الذي يحتاج إليه.
 وينتهي المجتمع إلى فوضى. 
نعود لقصتنا
 كان يجب على آدم أن يتنبه إلى أن إبليس يعتبره السبب في طرده من رحمة الله وأن هناك عداوة مسبقة وتحذير من الله.
 فلا يقبل منه نصيحة ولا كلاما ويحتاط  منه . 
فكيف أزل الشيطان آدم وزوجه؟
لقد شرح الله سبحانه وتعالى لنا هذا ولكن ليس في سورة البقرة وإنما في آية أخرى في سورة الأعراف  فقال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشيطان لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين} [الأعراف: 20] 
إذن فإبليس قال كاذبا أن من يأكل من هذه الشجرة يصبح ملكا.
 ويصبح خالدا لا يموت. 
 ووسوسة الشيطان دائما  تتم بكلام كاذب لتزيين المعصية للإنسان ، والشيطان لا يهمه أي معصية نرتكب.
 وإنما يريدنا عصاه على أي وجه.
 ولكن النفس عندما توسوس لنا بالمعصية، تريد شيئا بذاته. وهذا هو الفرق بين وسوسة الشيطان. ووسوسة النفس. 

فالشيطان يريدك عاصيا بأي ذنب. فإن امتنعت في ناحية أتاك من ناحية أخرى. 
فقد قال لآدم: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى «ولكن هذه المحاولة لم تفلح. 
فقال لهما: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين} 
وفات على آدم أنه لو كان هذا صحيحا.  لأكل إبليس من الشجرة. 
 ولم يطلب من الحق سبحانه وتعالى أن يمهله إلى يوم الدين. 

ما الذي اسقط آدم في المعصية؟ إنها الغفلة أو النسيان
الحق سبحانه وتعالى يقول: {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إلىءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه: 115]
وهل النسيان معصية؟
حتى يقول الحق سبحانه وتعالى: {وعصىءَادَمُ رَبَّهُ فغوى} [طه: 121]
 نعم النسيان كان معصية في الأمم السابقة.
 لذلك يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )

ونسي وعصى. تؤدي معنى واحدا. 
وقوله تعالى: {قَالَ اهبطوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ} [الأعراف: 24] 
هذا الهبوط هو بداية نزول الإنسان إلى الأرض ليباشر مهمته في الدنيا. 
ومادام الحق سبحانه وتعالى قال: {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ} .
 فهي إذن حياة موقوته على قدر وقتها، وعلى قدر حجمها. 
 وآدم أخطأ وصوب الله له. 
وتلقى من ربه كلمات فتاب عليه.
وهنا طبعا تلغي فكرة المُخلص لأنه  لا توجد خطيئة بعد أن علم  الله   ادم التوبة وتاب إلى الله. 
ثم ماذا فعل آدم. حتى نقول نخلص العالم من خطيئة آدم.
 إنه أكل من الشجرة. وهل خطايا العالم كلها أكل؟ 
{ من الذين أوجد القتل وسفك الدماء، والزنا والاغتصاب والنميمة والغيبة؟
 لو أن كلامهم صحيح لكان لابد ألا توجد خطيئة على الأرض مادام قد وجد المخلِّص الذي فدى العالم من الخطيئة. 
ولكن الخطيئة باقية.
 ومن الذي قال أن الخطيئة تورث. حتى يرث العالم كله خطيئة آدم؟} . 
والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} . . وقول الحق سبحانه وتعالى {وَقُلْنَا اهبطوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} العداوة هنا بين الشيطان والإنسان. والعداوة أيضا بين شياطين الإنس والمؤمنين، هذه العداوة التي تؤدي بنا إلى نشاط وتنبه. فالمستشرقون يعادون الإسلام.
 ولكن معاداتهم هذه تعطينا نشاطا لكي نبحث ونطلع حتى نرد عليهم. 
وجنود الشيطان من الإنس يعادون المؤمنين. 
وعداواتهم هذه تعطينا مناعة ألا نخطئ ولا نغفل. فأنت مادام لك عدو. . فحاول أن تتفوق عليه بكل السبل. ولعل الحضارة الإنسانية لا ترتقي بسرعة قدر ارتقائها وقت الحروب. ففيها يحاول كل خصم أن يتغلب على خصمه. وتجند كل القوى للتفوق علميا على الدول الأخرى. هذه الارتقاءات والاختراعات. قد تكون للتدمير والقتل. ولكن بعد أن تنتهي الحرب توجه إلى ارتقاءات الإنسان في الأرض. فتفتيت الذرة وصلوا إليه في الحروب. والصواريخ التي وصل الإنسان بها إلى القمر كانت نتيجة حرب، والارتقاءات العلمية المختلفة التي تمت في أمريكا والاتحاد السوفيتي كان أساسها عداء كل معسكر للآخر. وقوله تعالى {اهبطوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} . . الهبوط قد يكون من مكان أعلى إلى مكان أسفل. وقد يكون لهبوط معنويا. بأن تقول هذا الإنسان هبط في نظري منذ فعل كذا. هو لم يهبط من مكان أعلى إلى مكان أسفل. ولكنه هبط في قيمته. والمسافات لا تعني قربا أو بعدا. فقد يكون إنسان يجلس إلى جوارك وأنت بعيد عنه لا تحس به. وقد يكون هناك إنسان بعيد عنك بمئات الأميال ولكنه قريب إلى قلبك أكثر من ذلك الجالس إلى جوارك. وسواء كان الهبوط ماديا أو معنويا. فإنه حدث ليباشر آدم مهمته على الأرض. . والعداوة بين الإيمان والكفر مستمرة. وهكذا بعد معصية آدم. هبط هو وحواء من الجنة ليمارسا حياتهما على الأرض. . وقوله تعالى «اهبطوا» معناه أن آدم وحواء وإبليس هبطوا إلى الأرض بعد أن تمت التجربة الإيمانية. لقد بين الله تعالى لآدم عمليا أن إبليس عدو له. لا يريد له الخير. وأنه كاذب في كل ما يعد به الإنسان. وقد حدد الله الحياة الدنيا بأنها حياة موقوتة. قدراتها محدودة. ومتاعها محدود. . في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ} . أي لا أحد سيبقى في الأرض إلا بمقدار ما قدر الله له من عمر ثم يموت. وبهذا حذر الله آدم وذريته من أن يتخذوا من الحياة هدفاً لأن متاعها قليل، وأمدها قصير.--------------------------------------------------------------------------------



وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116)فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ(118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)
قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) ) سورة طه

اول معصية في الاسلام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق