السبت، 25 أبريل 2020

الحلقة الثانية شهر رمضان بين الصحة والإسلام







مقدمة: إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين، فقد إجتهدت لإعداد هذا الكتيب عن الصيام ومعظم ما يرتبط به  ليكون مرجع مبسط ، ولا يخلو عمل الإنسان من النقص، وهذا جهد بشري، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من زلل وخلل، فمني ومن الشيطان، واستغفر الله. 
هذا وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، متقبلاً عنده، مقرِّباً إليه، نافعاً يوم العرض عليه، آمين
 أما بعد
قال تعالي  في سورة البقرة  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) 
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
 شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
تعريف الصيام 
 والصيام هو لون من الإمساك
 لأن معنى «صام» هو «أمسك» 
والحق يقول: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً فقولي إِنِّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليوم إِنسِيّاً} [مريم: 26]
 وهذا إمساك عن الكلام.

 إذن فالصوم معناه الإمساك
لكن الصوم التشريعي يعني الصوم عن شهوتي البطن والفرج من الفجر وحتى الغروب. 
هل مبدا الصوم مختلف عبر الازمان؟
ومبدأ الصوم لا يختلف من زمن إلى آخر
 فقد كان الصيام الركن التعبدي موجوداً في الديانات السابقة على الإسلام لكنه كان 
@إما إمساكاً مطلقاً عن الطعام.
@ وإما إمساكا عن ألوان معينة من الطعام كصيام النصارى،
 فالصيام 
إذن هو منهج لتربية الإنسان في الأديان، وإن اختلفت الأيام عدداً، وإن اختلفت كيفية الصوم 

وبالتالي نعرفه(هو صيام الجوارح عن المبيحات لها من الفجر إلي الليل ، وصيام رمضان هو بمثابة تدريب سنوي  لثقل مهارات المسلم علي التدريب التطبيقي للطاعة لله لأومره والانتهاء عما نهي ،لتكسبه المناعة ، ثم يعزز هذه المناعه سنويا بصيام شهر كامل ، لإصلاح ما يفسدة بقية أشهر السنة ، وفيها كبح للشهوات (البطن والفرج)  ومن المسلمين من يعزز مناعته الروحانية والتهذيبية للنفس بصيام يوما بعد يوم ، وممارسة صيام داود  
ومنهم من يقتضي بالنبي صلي الله عليه وسلم ويمارس صيام يومين بالأسبوع ، بصيام الأثنين والخميس ، وهناك أيام اخري مارس النبي صلي الله عليه وسلم الصيام ك 
خصائص الصيام 
 @ الصيام مدرسة تربوية
والصيام مدرسة تربوية تُعلِّم الحِلم والصبر والصدق ، وتحث على مكارم الأخلاق وفضائل الأقوال والأعمال ، فالصائم لا يصخب ولا يغلو ولا يغضب ، ولا ينطق كذباً ولا يقول زوراً ، لا يُخلف وعداً ولا يؤخر عملاً ، بل قوله ذِكر ، وصمته فِكر ، وإنَّ وقت الصائم لَأَنفس وأغلى من أن يُنفق في هذه المهلكات

والصيام كما نعلم يضعف شره المادية وحدتها وتسلطها في الجسد،
 ولذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للشباب المراهق وغيره: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» .
 وكأن الصوم يشذب شِرَّة المادية في الجسم الشاب. 
وإن تقليل الطعام يعني تقليل وقود المادة، فيقل السعار الذي يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي.

 والصيام في رمضان يعطي الإنسان الاستقامة لمدة شهر، ويلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة فيستمر بها بعد رمضان. 
والحق لا يطلب منك الاستقامة في رمضان فقط

 إنما هو سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن تتدرب فيه على الاستقامة لتشيع من بعد ذلك في كل حياتك

 @ ومركز رعاية صحية 
فالصيام يعيد التوازن إلي الجسم ويصلح ما أفسدة سوء التغذية طوال الأشهر الأخري ويساعد في التخلص من الكثير من الامراض ،علي رأسها التخلص من الوزن الزائد والسمنة والامراض المصاحبة لها من ارتفاع في ضغط الدم والسكر النوا الثاني والتهاب المفاصل بسبب الوزن الزائد وارتفاع مستويات دهون الدم ،وللصيام دور عظيم في الوقايه من امراض القلب المزمنة وتصلب الشرايين 
@ ومعزز للمناعة النفسية والروحية 
تاثير الصيام علي النفس 
  الصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات. إنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان .
وتتجلى في رمضان أسمى غايات كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة وخاصة عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتا على أمل تركه نهائيا ، وكذلك عادة شرب القهوة والشاي بكثرة . 
هذا فضلا عن فوائد نفسية كثيرة ، فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجابا على المجتمع عموما.
 قال  صلى الله عليه وسلم  ( الصيام جُنّة ، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وان امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ) رواه البخاري وغيره ،وقد أثبتت دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة بوضوح في البلاد الإسلامية خلال شهر رمضان.
إن شهر الصوم المبارك يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات
 ما معني الصيام جنة ؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ ..
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ..يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَ
 رواه البخاري (1894) ، ومسلم (1151) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ، إني صائم   .

وعنه - أيضاً – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري (6057).
ومعني الصيام جنة
 أي أن الصيام يستر صاحبه ويحفظه من الوقوع في المعاصي ، التي هي سبب العذاب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :  الصيام جُنة من النار كجنة أحدكم من القتال .. وهذا دليل بيِّن على فضل الصيام

تصفيد الشياطين 
تصفيد الشياطين في رمضان ثابتٌ في عدة أحاديث ؛ منها:
ما جاء في " الصحيحين " ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) رواه البخاري (3277) ، ومسلم (1079).
وفي رواية لمسلم: ( وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) .

ومنها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ من شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فلم يُفْتَحْ منها بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فلم يُغْلَقْ منها بَابٌ ...) الحديث ، رواه الترمذي (682) ، وابن ماجه (1642) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (759).

وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بالنسبة لأيام رمضان الجليل يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
 ( فيه تُصَفَّد الشياطين )، ومع ذلك نرى أناسًا يُصرَعون في نهار رمضان ؛ فكيف تُصَفَّد الشياطين وبعض الناس يُصْرَعون ؟

فأجاب
" في بعض روايات الحديث: ( تُصَفَّد فيه مَرَدَة الشياطين ) أو ( تُغَلّ) ، وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية ، التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلَّم فيما وراء ذلك ؛ فإنَّ هذا أسلَم لدِين المَرْء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إنَّ الإنسان يُصرَع في رمضان ، قال الإمام: "هكذا الحديث ولا تكلَّم في ذا ، ثم إنَّ الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ؛ بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/ 75).

الفوائد الصحية للصيام في رمضان  يصوم المسلم إيماناً واحتساباً لله رب العالمين وطاعة لله بهذا التكليف ، قال تعالي في سورة البقرة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) 
 وهنا تكليف للمؤمنين بالصيام وترك ما إعتادوه في الحياة اليومية من المبيحات التي أباحها الله لهم  ، وفيها تدريب علي الطاعة ومكافحة الشهوات (شهوة البطن والفرج) ومكافحة الشهوات فيها  تهذيب للنفس  وإشراق للقلب ،فيقبل المؤمن  علي العبادات بحماس وصدر رحب همة عالية 
والصيام علاجٌ ووقايةٌ ومن الحميات التغذوية العظيمة والتي انتشر علي غرارها العديد من المدارس وفتحت لها المصحات 
فالصيام إن مارسناه كما ينبغي واتبعنا في ممارستنا اليومية المنهج التغذوي الذي ورد في الكتاب (القران الكريم) والسنة النبوية ، كانت له ثمار عظيمة ومردود علي الصحة 

فما هي الفوائد الصحية للصيام ؟
 للصيام حمية غذائية وقائية تجاه  البعض وحمية علاجية تجاه البعض الأخر أو كلاهما معا  ،حسب الحاله الصحية .
إن الصيام المستوفي للقواعد الصحية له فوائد منها
@ راحة الجهاز الهضمي وخاصة بعض المصابين بالتخم وبعض الأمراض الهضمية .
@ نقص الوزن والوقايه من السمنة
@ له فائدة عظيمة لمرضي السكري النوع الثاني الغير معتمدين علي الإنسولين ، يحسن حساسية الخلايا للإنسولين ويقلل من مقاومة الجسم للانسولين وبالتالي يحافظ علي مستويات السكر في الدم في الحدود الطبيعية 
@ تعزيز صحة القلب ، بالحفاظ علي مستويات دهون الدم في الحدود الطبيعية 
@ تعزيز المناعة (سيرفق بحث الدكتور معز الإسلام فارس عن الصيام والمناعة )
@تقليل الإلتهابات 
إذن فالصيام جنة ، أي وقاية لما يؤذي حياة المؤمن  البدنية والروحية 
قال تعالي  في سورة البقرة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) )

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ .. 
ولن يتم الصيام إلا بتمام معانيه الإلهية والإنسانية والصحية
@ معناه الالهي ، في شعور العابد بعظمة  المعبود   ووصل قلبه به 

إذن لماذا لا يشيع هذا السلوك منك في كل وقت وفي كل مكان؟
 إنك تستطيع أن تستحضر النية التعبدية في أي مكان، وستجد الصفاء النفسي العالي.
 إذن فحين يصطفي الله زماناً أو مكاناً أو يصطفي إنساناً إنما يشاء الحق سبحانه وتعالى أن يشيع اصطفاء الإنسان في كل الناس، واصطفاء المكان في كل الأمكنة واصطفاء الزمان في كل الأزمنة، 

ولذلك أتعجب عندما أجد الناس تستقبل رمضان بالتسبيح وبآيات القرآن وبعد أن ينتهي رمضان ينسون ذلك.

 وأقول هل جاء رمضان ليحرس لنا الدين

 أم أن رمضان يجيء ليدربنا على أن نعيش بخلق الصفاء في كل الأزمنة
@ معناة الانساني ، بتهذيب النفس وتقويم الاخلاق 

@ ومعناه الصحي، فيكون حمية وقائية وعلاجية علي منج الله في التغذية الذي ورد في القرأن والسنه 
قال تعالي في سورة الأعراف (۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)
عن المقدام  ابْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

وهذه المعاني واجب الاجتهاد لتحققها حتي يكتمل معني الصيام 
وقفات مع نوعية المكلفين للصيام 
قال الله يا أيها الذين ءامنوا ولم يقل أسلموا
الايمان هو التصديق والاطمئنان ، فالذين ءامنوا بينهم عقد ايماني بينهم وبين الله 
والحق سبحانه يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول:
 «يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام» . وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك.

 واضرب هذا المثل ولله المثل الأعلى هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة،
 فأنت لا تقول له: «يا ابني افعل كذا»
 لكنك تقول له: «يا بُنَيَّ افعل كذا» وكأنك تقول له: «يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك» . 

والمؤمنون يأخذون خطاب الحق لهم {ياأيها الذين آمَنُواْ} بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني
 وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا

أداب الصيام 
@ الدعاء عند الإفطار
 إِذَا أَفْطَرَ  الصائم قَالَ  كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ )  لحديث رواه ابو داود  (2357) عن ابن عمر رضي الله عنهما   والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود .
ويستحب للصائم أن يدعو أثناء صيامه ، وعند فطره ؛ لما روى أحمد (8030) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ قَالَ لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلا يَمُوتُ لا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ). والحديث صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند . ورواه الترمذي (2525) بلفظ : " وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ..." وصححه الألباني في صحيح الترمذي .


@ تعجيل الفطور 
 عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْر رواه البخاري (1957) ، ومسلم (1098) .

الحديث دليل على أدب من آداب الإفطار ، وهو تعجيله والمبادرة به حين حلول وقته 
 ومعنى التعجيل أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر 
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ يَا فُلانُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا .. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ   رواه البخاري (1955) ، ومسلم (1101) .

بل إن تعجيل الإفطار من أخلاق الأنبياء كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : 
 " ثلاث من أخلاق النبوة 
@تعجيل الإفطار 
@ وتأخير السحور 
@ ووضع اليمين على الشمال في الصلاة " رواه الطبراني في" الكبير" كما في "مجمع الزوائد" (2/150) .

وفي تعجيل الإفطار مخالفة اليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم في عباداتنا وعاداتنا 

 قال النبي صلى الله عليه وسلم :  لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون  أخرجه أحمد (27218)، أبو داوود (2353) ، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داوود" (2063).

وفي تعجيل الإفطار تيسير على الناس ، وبعد عن صفة التنطع والغلو في الدين 
وقد امتثل هذا الأدب خير القرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال البخاري رحمه الله : " وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس " فتح الباري (4/196)
وقال عمرو بن ميمون الأودي رحمه الله : " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا ًوأبطأهم سحوراً " أخرجه عبدالرزاق في" المصنف" (4/226) قال في "فتح الباري" (4/199) إسناده صحيح .

@ الإفطار على رطب: من السنَّة للصَّائم أن يفطر على رطب، وإلا فعلى تمر، وإلا فعلى ماء
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) رواه أحمد (12265) ، وأبو داوود (2356) .

الحديث دليل على بعض آداب الإفطار التي ينبغي للصائم أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم فيها ومن ذلك الإفطار قبل صلاة المغرب ، وهذا والله أعلم إشارة إلى كمال المبالغة في استحباب تعجيل الإفطار والمبادرة به .
وأفضل ما نفطر عليه
@  الإفطار على رُطب 
@ فإن لم يتيسر أفطر على تمر - وهو يابس ثمر النخل – 
@ فإن لم يتيسر فعلى ماء 
والبلاد التي لا يوجد فيها الرطب أو التمر يغني عنه بعض الفواكه الأخرى أو شيء من العصائر او القليل من الحلوي  .

وعن سلمان بن عامر الضبيِّ يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال :  إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر إنه بركة ، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور  رواه الترمذي (658).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر بدأ بالتمر .

وعنه أيضاً رضي الله عنه قال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء . رواه الفريابي في" الصيام " (67) وإسناده صحيح .

والاقتصار على الرطب والماء عند الإفطار له فائدة طبية وهي ورود الطعام إلى المعدة بالتدريج ، حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم على الرطب أو على التمر أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطباً ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته فإن لم يكن فحسوات من الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم ، فتنتبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة " .

ولا تنبغي المبالغة في تقديم صنوف الأطعمة وأنواع الأشربة عند الإفطار ، فإن هذا خلاف سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يشغل عن المبادرة لحضور صلاة المغرب مع الجماعة بل قد يفوتها معهم بالكلية لقلة وقت الانتظار فيها ، قال ابن العربي : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على شيء يسير لا يشغله عن الصلاة ، وفيه ثلاث فوائد تعجيل الإفطار وتفريغ البال للصلاة ، وفصل ما بين زمان العبادة والعبادة وبينهما في أنفسهما ".

بل لا ينبغي للصائم الإسراف في وجبة طعام العشاء في رمضان والإكثار من الأكل ، فإن رمضان موسم طاعة وعبادة لا موسم للموائد وملء البطون ..

 إن رمضان فرصة يتعلم فيها الصائم الاقتصاد وتدبير المعيشة 
وفي تنويع الأطعمة والإكثار منها إشغال لربات البيوت عن تلاوة القرآن وذكر الله تعالى ، حتى صار رمضان عند كثير من الأسر موسماً لتنويع المأكولات والمشروبات ، وكأنهم يريدون أن يعوضوا ما فاتهم في نهار الصيام ، ولا أدل على ذلك من استعداد الأسواق قبيل ذلك بكل ما لذَّ وطاب مما يشبع الرغبات والشهوات ، حتى صار رمضان شهر التخمة والبطنة والتنعم بعد أن كان شهر الصبر والعبادة والجهاد ، والله المستعان .

إن الاقتصاد في وجبة العشاء يجعل الصائم في حالة صحية يستطيع معها أن يقوم لصلاة التروايح والتهجد في الليل بكل نشاط ورغبة وهذا أمر ملحوظ ، فإن ملأ بطنه بالطعام احتاج إلى الشرب فيرتخي جسده وتتخدر أعضاؤه ، فيكسل عن العبادة ، ولا ينتفع بنفسه في باقي ليله ، فعلى الصائم إن يأخذ بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه  رواه الترمذي (2381) 

وإذا كان الصائم قد ترك في نهار الصيام جميع مألوفاته التي اعتادها احتساباً لله تعالى ووفاء بأمانة الصوم الذي أضافه الله إليه ، مما يدل على قوة إرادته وصدق عزيمته ، فحريٌّ به أن لا يفعل عند الإفطار ما يخل بهذه القوة أو يوهنها فيفطر على ما حرم الله ، فيهدم في ليله ما بناه في نهاره ، فيضيع الحزم ويبرهن على ضعف إرادته ، وقلة صبره .

ومن ابتلي بشرب الدخان أو غيره من العادات الضارة فعليه أن يستغل مدرسة شهر الصوم ، فيصوم عنه في ليله كما صام عنه في نهاره ، ليهجره إلى غير رجعة .
المرجع " أحاديث الصيام" للفوزان (ص 93) .


@ السحور يستحب للمسلم أن يواظب على وجبة السحور من طعام وشراب؛ لأنَّها وجبة مباركة، وكلَّما تأخَّر بها، كان ذلك أفضل، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤخِّرها؛ حتى يبقى للأذان ما يقدَّر بتلاوة خمسين آية، ويجوز السحور بأيّ شيء، ولو حسوات من الماء

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً  رواه البخاري (1923) ، ومسلم (1095).

الحديث دليل على أن الصائم مأمور بالسحور لأن فيه خيراً كثيراً وبركة عظيمة دينية ودنيوية ، وذكره صلى الله عليه وسلم للبركة من باب الحض على السحور ، والترغيب فيه ..

والسَّحور بفتح السين ما يؤكل في وقت السحر ، وهو آخر الليل ..

وبضم السين ( السُحور ) أكل السحور .

عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ فَلْيَتَسَحَّرْ بِشَيْءٍ  واه أحمد (14533) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2309)

وهذا الأمر في الحديث أمر استحباب لا أمر إيجاب بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل وواصل أصحابه معه ، والوصال أن يصوم يومين فأكثر فلا يفطر بل يصوم النهار مع الليل .

وفي السحور بركة عظيمة تشمل منافع الدنيا والآخرة .

1- فمن بركة السحور التقوي على العبادة ، والاستعانة على طاعة الله تعالى أثناء النهار من صلاة وقراءة وذكر ، فإن الجائع يكسل عن العبادة كما يكسل عن عمله اليومي وهذا محسوس .

2-   ومن بركة السحور مدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع ، فالمتسحر طيب النفس حسن المعاملة .

3- ومن بركة السحور أنه تحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر ، فيرغب في الصيام ولا يتضايق منه .

4- ومن بركة السحور إتباع السنة ، فإن المتسحر إذا نوى بسحوره امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بفعله كان سحوره عبادة ، يحصل له به أجر من هذه الجهة وإذا نوى الصائم بأكله وشربه تقوية بدنه على الصيام والقيام كان مثاباً على ذلك .

5- ومن بركة السحور أن الإنسان يقوم آخر الليل للذكر والدعاء والصلاة وذلك مظنة الإجابة ووقت صلاة الله والملائكة على المتسحرين لحديث أبي سعيد رضي الله عنه الآتي قريباً .

6- ومن بركة السحور أن فيه مخالفة لأهل الكتاب والمسلم مطلوب منه البعد عن التشبه بهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :  فصل ما بين صيامنا وصيام أهل اكتاب أكلة السحور   .

7- ومن بركة السحور صلاة الفجر مع الجماعة ، وفي وقتها الفاضل ، ولذا تجد أن المصلين في صلاة الفجر في رمضان أكثر منهم في غيره من الشهور ، لأنهم قاموا من أجل السحور .

 فينبغي للصائم أن يحرص على السحور ولا يتركه لغلبة النوم أو غيره وعليه أن يكون سهلاً ليناً عند إيقاظه للسحور ، طيب النفس ، مسروراً بامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على الخير والبركة ؛ ذلك لأن نبينا صلى الله عليه وسلم أكد السحور ، فأمر به وبين أنه شعار صيام المسلمين والفارق بين صيامهم وصيام أهل الكتاب ونهى عن تركه .

ويحصل السحور بأقلَّ ما يتناوله الإنسان من مأكول أو مشروب ، فلا يختص بطعام معين .

وعن أبي هريرة رض الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  نعم سحور المؤمن التمر رواه أبو داوود(2345) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داوود" .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  السُّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ رواه أحمد (11003) ، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (3683) . 

أفضل وقت للسحور .

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :  تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً  رواه البخاري (1921) ، ومسلم (1097) .

هذا الحديث دليل على أنه يستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر ، فقد كان بين فراغ النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زيد رضي الله عنه من سحورهما ، ودخولهما في الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن ، قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة ، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك .

والمراد بالأذان هنا الإقامة ، سميت أذاناً لأنها إعلام بالقيام إلى الصلاة ، وقد ورد في "صحيح البخاري"(576)  أنه قيل لأنس – راوي الحديث - :  كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً " .

وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز لكنه خلاف السنة ، فإن السحور سمي بذلك لأنه يقع في وقت السحر وهو آخر الليل .

والإنسان إذا تسحر نصف الليل قد تفوته صلاة الفجر لغلبة النوم ، ثم إن تأخير السحور أرفق بالصائم وأدعى إلى النشاط ؛ لأن من مقاصد السحور تقوية البدن على الصيام ، وحفظ نشاطه ، فكان من الحكمة تأخيره .

ففينبغي للصائم أن يتقيد بهذا الأدب النبوي ، ولا يتعجل بالسحور .

ومن آداب الصيام التي نصَّ عليها أهل العلم ألا يسرف الصائم في وجبة السحور ، فيملأ بطنه بالطعام ، بل يأكل بمقدار ، فإنه ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن .

ومتى شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب الظهر ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم :  نعم سحور المؤمن التمر إشارة إلى هذا المعنى ، فإن التمر بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية فهو خفيف على المعدة سهل الهضم ، والشبع إذا قارنه سهر بالليل ونوم بالنهار فقد فات به المقصود من الصيام والله المستعان .

 اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
المرجع " أحاديث الصيام"  للفوزان (ص 75-81).



@ الإنشغال بالطاعات والنوافل

النصائح التغذوية خلال شهر رمضان للدكتور معز الاسلام فارس قال فيها 
الصوم عبادة عظيمة، وهو مصحة للجسم شريطة التقيد بأصول التغذية وبشرط تحقيق مبدأ الاعتدال وعدم الإسراف في تناول الطعام عند الإفطار.
وفيما يلي مجموعة وصايا تغذوية هامة لتتحقق الفائدة الصحية من فريضة الصيام:
ينصح بالبدء بتخفيف تناول المشروبات المنبهة والغنية بالكافيين (القهوة والشاي والنسكافيه ومشروبات الطاقة) قبل حوالي أسبوع على الأقل من بدء شهر الصيام، كي لا يحدث التخفيف المفاجئ تغيراً طارئاً في المزاج، وما ينجم عنه من الانفعال أو الشعور بآلام في الرأس. 
وكذلك الحال بالنسبة للتدخين، مع ضرورة استثمار شهر رمضان المبارك في الإقلاع عنه تماماً.
وجبة السحور
- قال عليه الصلاة والسلام: “السحور أكلُهُ بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" (رواه أحمد). 
ويجب عدم إهمال وجبة السحور ولو كانت بكمية قليلة من الطعام والشراب، وذلك لأهميتها في المحافظة على توازن الجسم، ودرء حصول انخفاض السكر والجفاف، خاصة مع طول ساعات الصيام 
في الصيف (تذكر ان هذا العام ستكون فيه أطول أيام السنة صوماً). وإن أفضل وقت لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر بنصف ساعة أو ساعة وذلك لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لأطول فترة ممكنة في ساعات النهار، وذلك عملاً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" (أخرجه أحمد بسند ضعيف).
- احرص على أن تكون وجبة السحور متوازنة، وتجنب المقالي والأغذية المالحة كالجبنة المالحة والمخللات والأغذية الغنية بالبهارات والحلويات الغنية بالقطر لأنها تزيد الإحساس بالعطش أثناء الصيام.
- احرص على تناول الخضروات  (كالبندورة والخيار والفلفل الحلو)  في وجبة السحور وذلك لاحتوائها على كمية جيدة من الماء والألياف الغذائية، فهي تساعد على تقليل العطش كما أنها تقي من الإمساك.
وجبة الإفطار
- يستحب التعجيل بالإفطار ، لتعويض ما فقده الجسم من الماء والطاقة أثناء النهار، لأن تأخير الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم فيؤدي ذلك الى الشعور بالهبوط والتعب الشديد.
- ابدأ إفطارك بتناول بضع حبات من التمر أو الرطب تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يبدأ إفطاره بالتمر والماء 
(إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء، فإنه طهور" رواه أبوداود و الترمذي .
 وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من الماء" رواه أبو داود والترمذي.

 ذلك أنا الجسم بعد ساعات الصيام الطويلة يكون بحاجة إلى مصدر للطاقة السريعة على شكل سكر بسيط يؤمن الجلوكوز لكل خلايا الجسم خاصة الدماغ والجهاز العصبي ، ويعد التمر أفضل مصادر تلك السكريات البسيطة على الإطلاق. 
- تناوَلْ كوباً من الماء معتدل، وليس شديد، البرودة . ولاتشرب الكثير من الماء كي لا تشعر بالامتلاء، واحرص ألا يقل تناولك للماء خلال ساعات الإفطار، حيث يؤدي نقص السوائل إلى الإمساك وزيادة فرصة تكون حصوات الكلى.
- تناول نوعاً من العصائر غير الحامضية والخفيفة ، بحيث لاتزيد عن الكوب الواحد ،مع ضرورة تخفيف العصائر المكثفة (مثل عصير قمر الدين أو المشمش المجفف).

- ثم تناول كوباً من الحساء أو الشوربة، ويستحسن أن تكون مكوناتها من الأغذية سهلة الهضم كالجزر  والكوسا والشعيرية وقطع اللحم أو الدجاج الصغيرة، أو شوربة العدس أو الفريكة الخفيفة وغير الكثيفة.
- قلل من إضافة الدهون واللحوم المدهنة والملح والبهارات، ويفضل استبدال مكعبات مرق الدجاج المركزة بمرق الدجاج الطبيعي أو المطيبات كالكاري والبصل والثوم وقليل من الزيت.
- تناول وجبة الإفطار الرئيسية بعد 20 دقيقة (أي بعد أداء صلاة المغرب) على الأقل، وذلك لإعطاء فرصة للجهاز الهضمي للاستعداد لاستقبال وجبة الطعام. ذلك أن تناول الطعام دفعة واحدة عند الإفطار قد يسبب انتفاخ المعدة و عسر الهضم، كما سيزيد حتماً من كمية الطعام المتناول عند الإفطار ويتسببب بالتخمة، وهو سلوك يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يُفطر على التمر والماء، ثم يصلي، ثم يأكل طعامه، وهذا الأمر يساعدُ في التخفيف من حدة الجوع، ويقللُ من حالة الشره التي تصيب كثيراً من الناس عند الإفطار في رمضان.
- ينصح قبل البدء بالطبق الرئيسي بتناول كوب من سلطة الفتوش بالخبز المشوي، أو السلطة العربية بقليل من زيت الزيتون.
 لا تهمل الخضار لأنها مفيدة لتجنب الامساك الذي تزداد الإصابة به في شهر رمضان وخاصة مع حلول الصيام في فصل الصيف.
- ضع طعامك الذي ستتناوله في صحن لوحدك حتى تضبط الكمية التي ستتناولها، وعود نفسك أن تكتفي بكمية محددة وتجنب استمرار الأكل حتى الامتلاء، وتذكر قول الهادي صلى الله عليه وسلم: "مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِن بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ". رواه الترمذي و صححه الألباني.
الحلويات و الفواكه
- ينصح بتناول الحلويات بعد ساعتين أو أكثر من الإفطار (بعد صلاة التراويح ) وبكميات معتدلة وعدم الإفراط في أكلها، حيث أنها تحتوي الكثير من السكريات والدهون، كما ينصح بتحضير القطايف بالشوي بالفرن وليس بالقلي، ومع إضافة القليل من القطر أو محلول السكر غير الكثيف.
- نوع بين الحلويات والفواكه، واحرص على استبدال الحلويات ببعض الفاكهة لأنها مصدر للسكريات ولا تحتوي على الدهون وتمد جسمك بالألياف والفيتامينات والمعادن وتساعد في الوقاية من الإمساك.

الاحاديث الغير صحيحة 

مجمل للأحاديث الضعيفة والباطلة مرتبةً على حروف المعجم: «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي» [ضعيف]. «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» [ضعيف جداً]. «اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين» [موضوع]. «أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن ال?امل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله» [ضعيف جداً]. «أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان» [ضعيف]. «الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى ربنا وربك الله» [ضعيف]. «اللهم أهلِلْهُ علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» [ضعيف]. «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» [منكر]. «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت» [ضعيف]. «انبسطُوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله» [منكر]. «إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطراً» [ضعيف]. «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد» [ضعيف]. «إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب وإن في رمضان ثلاث ليال من فاتته فاته خير كثير ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وآخرها سوى ليلة القدر فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له» [موضوع]. «إني رأيت البارحة عجبًا.. رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا كلما ورد حوضًا مُنع وطُرد، فجاءه صيامه فسقاه وأرواه» [منكر]. «أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار» [منكر]. «تسحروا من آخر الليل»، وكان يقول «هو الغداء المبارك» [ضعيف]. «ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم» [ضعيف]. «ثلاثة لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام» [ضعيف]. «خصاء أمتي الصيام والقيام» [ضعيف]. «شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر» [ضعيف جداً]. «صائ? رمضان في السفر كالمفطر فى الحضر» [منكر]. «الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار» [ضعيف جداً]. «الصائم في عبادة، ما لم يغتب» [موضوع]. «الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، إذا قام قام، وإذا صلى صلى، وإذا نام نام، وإذا أحدث أحدث، ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه» [موضوع]. «الصيام جنة حصينة من النار» [ضعيف]. «الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة» [ضعيف جداً]. «الصيام جنة يجتنُّ بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به» [ضعيف]. «الصيام نصف الصبر» [ضعيف]. «الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام» [ضعيف]. «صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف» [ضعيف جداً]. «صوموا تصحوا» [موضوع]. «قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك... من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه... وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار... من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء» [منكر]. «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [ضعيف]. «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور» [ضعيف]. «لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل، ولكن قولوا شهر رمضان{C}{C}» [ضعيف]. «لا تكتحل بالنهار وأنت صائم» [منكر]. «لله عند كل فطر عتقاء من النار» [ضعيف جداً]. «لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها» فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا، فقال: «إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم وتقرّ أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات» [موضوع]. «ليس في الصيام رياء» [ضعيف]. «من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه» [ضعيف]. «من خير خصال الصائم السواك» [ضعيف]. «من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه» [ضعيف]. «نوم الصائم عبادة» [موضوع]. «يستقبلكم وتستقبلون» ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحيٌ نزل؟ قال:  قال: عدوٌ حضر؟ قال: «{C}{C}لا» قال: فماذا؟ قال: «إن الله - عز وجل - يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة{C}{C}» [منكر]. «يوم صومكم يوم نحركم»، وفي لفظ: «يوم رأس سنتكم» [لا أصل له]. [1] وأصله ما جاء في الصحيحين: البخاري (1898)، ومسلم (1079) من حديث أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «}إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [وهذا لفظ مسلم]. [2] يغني عنه ما أخرجه أبو داود (2357) والدارقطني (2/ 185) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 239) وفي الشعب (3/ 407) من حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله» والحديث حسنه الدارقطني، وابن حجر والمناوي (فيض القدير 5/136) والألباني (أبو داود 2357) وقال الشيخ المحد سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي: "جيد الإسناد". [3] الدليل على أن الدعاء مشروع ومستحب في حق الصائم في رمضان؛ أن الآية التي ذكر الله فيها الأمر بالدعاء وقعت في أثناء آيات الصيام في سورة البقرة، مما يدل والله أعلم على الارتباط الوثيق بينهما. [4] والصحيح أنه من قول كعب وقد أخرجه عبد الرزاق عنه في مصنفه بسند صحيح (4/307)، وقد صح أيضاً من قول أبي العالية بلفظ «الصائم في عبادة ما لم يغتب أحداً وإن كان نائماً على فراشه» (المصنف 4/307)، وقد أورد بعضهم هذا الأخير مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح رفعه، وقد نبه الألباني على هذا في السلسلة الضعيفة (2/ 106، 107). 5] أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (3/6) من حديث أَبي عبيدة بن الجراح موقوفاً عليه قال «الصوم جُنَّة ما لم تخرِقه»، وفي سنده بشار بن أبي سيف، وعياض بن غطيف، ذكرهما ابن حبان في الثقات، وقد روي عند النسائي من طريق الوليد بن أبي مالك قال حدثنا أصحابنا عن أبي عبيدة، فذكره، وقد صححه أبو حاتم كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 583)، والألباني في أحكامه على سنن النسائي (2235). [6] يغني عنه الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود مرفوعاً: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» [البخاري (1905) ومسلم (1400)]. [7] تنبيه مهم: قد ورد نحو هذا المتن من حديث جابر مرفوعاً كما في سنن ابن ماجه (1643)، وقد صححه البوصيري، وقال الألباني في أحكامه على سنن ابن ماجه: صحيح، ولفظه «إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة}»، وفي سنده أبو سفيان وهو طلحة بن نافع، قال علي ابن المدينى: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وقال فيها: أبو سفيان يكتب حديثه، وليس بالقوى، وقال أبو حاتم عن شعبة: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث، وقال ابن حجر لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه (تهذيب التهذيب 3/20)، لذلك ففي تصحيح هذا الحديث نظر، والله أعلم. [8] يغني عنه ما في الصحيحين من حديث «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [البخاري (1957) ومسلم (1098)]. [9] وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد مرفوعاً: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [البخاري (1957) ومسلم (1098)] دون قوله: «وأخروا السحور»، وقد ذكر مسلم حديثاً يدل على تأخير السحور عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة. قلت كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية» [مسلم (1097)].   بقلم/ سامح عبد الإله عبد الهادي


رابط المادة: http://iswy.co/e12r71
المصادر
القرأن الكريم
السنة النبوية 
مقال : د."معزالإسلام" فارس بجريدة الطبيب
قسم التغذية العلاجية والحميات – جامعة الشارقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق